13 سبتمبر 2025

تسجيل

تذوق طعم الحياة

31 أغسطس 2022

التغيير عملية صعبة ومعقدة، تخرجنا من منطقة الراحة، لتربكنا وتنسف واقعنا، كما أن التغيير قد يثير التساؤلات ويفتح المجال للاعتراضات والجدل وقد يصل الأمر للتصادم مع الآخرين. هذا هو حديث الأرواح المتحجرة التي فقدت متعة الحياة. التجارب المتراكمة والمخاوف الممزوجة بالقيم السلبية على مر السنين، حولتهم إلى رهائن لهذه المعتقدات الخاطـئة التي كبلت أفكارهم فغدا كل ما هو جديد صعب المنال، وكل ما هو مختلف مخيفاً، أحاطوا أنفسهم بأسوار من صنع أيديهم، وبرمجوا أدمغتهم بأفكار سلبية تحثهم على الجمود. ولو أنهم بذلوا القليل من الجهد لتذوقوا طعم لذة الحياة.. فالإنسان على الدوام بحاجة إلى إجراء تغييرات في حياته ليواكب العصر ولا يغدو يعيش روتيناً مملاً وكأنه قالب صمم له وهو بالمقابل انصهر بداخله ليتناسب وينتمي لهذا القالب. التغيير هو عملية تحول من واقع وحالة نعيش فيها إلى حالة نرغب بها ونصبو للانتقال إليها، ونتناول هنا التغيير الإيجابي الذي يُعد قوة داخلية ضرورية للإنسان، ولها أهمية كبيرة في خروج الفرد من حالة يرفضها إلى حالة يقبلها، متحدياً كل الصعوبات التي قد يتعرض لها في المستقبل، لذا فإنه يحتاج إلى إرادة وتصميم، بالإضافة لاتباع وسائل وطرق ملموسة تمكنه من الوصول إلى هدف معين، إلا أننا لسنا هنا في طور شرح طرق التغيير، لأن عملية التغيير تتباين بين الأشخاص والظروف وكذلك المجتمعات، فما يناسبني قد لا يناسبك والعكس صحيح. لذلك علينا أن ندرك ونراعي العديد من الأمور الأساسية عندما نضع نية التغيير، ومن بعض تلك الأساسيات التي يجب عدم إغفالها معرفة ان هناك العديد من التجارب لأشخاص تمكنوا من تغيير أنفسهم (وتحدوا) واقعهم بالعزيمة والإصرار. إذاً (فالتغيير) ليس مستحيلاً وكل ما نحن بحاجته هو اليقين التام بقدراتنا لتحقيق الأهداف من خلال الاستفادة من تجارب الآخرين. كما أن علينا الابتعاد عن الأشخاص المثبطين للعزائم وأصحاب الإيحاءات السلبية الذين يحاولون إقناعنا بأن الحياة والظروف هي التي تتحكم بنا وليس هناك مجال للتغيير أو تطوير الذات. هذا وليس مطلوب منك التعجل، (فالتغيير) السليم يحدث بالتدرج، ويبدأ باستبدال كل عادة سلبية على حدة من خلال وضع خطة يتم اتباعها وتغييرها عند الحاجة لتناسب مع المستجدات. احرص على ألا تحاول الإنصات إلى ذكريات الماضي ولا ترهق نفسك بالتفكير بتلك الفترة، وإنما اجعل نظرك دائماً للفترة المقبلة من حياتك مع تصور حدوث التغيير، وما ستكون عليه بإذن الله تعالى. غيّر استراتيجية عملك عند عدم الوصول إلى النتائج التي تطمح للوصول إليها، ولا تحاول الجلوس واليأس والفشل، وإنما اتبع طرقاً أخرى لتحقيق الأهداف. ابدأ دائماً بخطوات صغيرة ولا تحاول القفز في خطوات واسعة وكبيرة؛ لأن ذلك قد يؤدي إلى الفشل والشعور بالإحباط، وابدأ بتطبيق الأهداف السهلة ثم الأصعب فالأصعب. لا تنتظر تغير الظروف لتكون في صالحك، وإنما غير الظروف لتكون لمصلحتك ولتستطيع تحقيق أهدافك، أعط نفسك مكافآت عند تحقيقك أي هدف أو تُحدِث أي تغيير، لتشجع نفسك على الاستمرار في التغيير. يقول العالم وليام جيمس: (إن أعظم اكتشاف لجيلي، هو أن الإنسان يمكن أن يغير حياته إذا ما استطاع أن يغير اتجاهاته العقلية)، وهذا يوضح إمكانية التغير نحو الأفضل في أي وقت من الأوقات، وفي أي مرحلة من المراحل، توكل على الله تعالى، وابدأ التغيير من داخل قلبك وعقلك، لتغير معتقداتك الخاطئة، واقتنع بنفسك، وآمن بقدرتها على التغير، خاطب نفسك باللغة الإيجابية والمحفزة للعمل، ولا تحاول الإنصات لأي عبارات محبطة قد تقودك للخلف، حدد هدفك من التغيير بوضوح لتستطيع رسم الطريق الذي تنوي السير فيه. خذ ورقةً وقلماً واكتب ما هي الأمور التي تحب أن تغيرها في نفسك؛ مثل: ترك التدخين، أو حفظ القرآن الكريم، أو إنزال الوزن، أو صلة الأرحام، أو تطوير مهارات العمل، وبعد ذلك اكتب السلبيات التي تنتج في حال لم تحقق هدفك، والنتائج الإيجابية التي تنتج عند تحقيق الهدف، فذلك يشحن طاقتك باستمرار. وقبل كل ذلك عليك أن تدرب عقلك على فكرة التغيير من خلال التجرد من جميع الخبرات السابقة والمعوقات التي قد تكون موجودة في خيالك أنت فقط ومن الضروري جداً أن تكون على يقين تام بإن الله لن يكتب لك إلا الخير لقوله تعالى (أنا عِندَ ظَنّ عَبدي بِي)، أحسنوا الظن ودائماً انتظروا الأجمل لتستشعروا السعادة عند بلوغ الأهداف، ولتنعموا بطعم حلاوة التغيير، لقوله تعالى: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم). Instagram: Sha.Alkubaisi Twitter: AlKubaisiSha