18 سبتمبر 2025
تسجيلبات البعد الشعبوي في منطقة الخليج العربي مكتسحاً عبر منصات التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة، ولا سيما بأنه أثبت فشله بنفسه بحسب طبيعته التلقائية والتبعية. فيرجى الحذر وعدم الخلط بين الولاء والفوضوية، لربما خلدت هذه الشعبوية بهجائياتها الفوضوية لبساً كبيراً، حيث جعل من القبح أن يفوق الولاء، ومن القول أن يكون فوقه قولٌ آخر. فكلا الحالتين لم تمثل الشعبوية الولاء ولم تدافع عن وجهات النظر إلا بالقول على القول، وبالتعبير الحر المنطلق بعيدا عن مسؤولية أمام ذلك التعبير وحقوقيته في حال تعدي الخطوط الحمراء للأخلاق وأبعاد الخطاب. فلم تكن الشعبوية سمة ناجحة استطاعت من خلالها أن تخلق الصلح، ولم تتمكن إلا من زيادة الشرخ بنسق ثقافي مسيطر على وجدانية الرسائل الثقافية بسوء استغلالها لمنصات التواصل الاجتماعي أو التحرك الإعلامي بشكل عام. فإذا حددنا هدف هذا المقال فسيكون حصر الفشل الشعبوي في منطقة الخليج في الأنساق السياسية، لذلك نسأل أنفسنا السؤال الأهم، ما حاجة المنصات الاجتماعية للشعبوية إن كانت لا تطيب الجرح؟! ولم تثبت لنا العلاقات السياسية إلا الواقع الذي خلق فجوة شعبوية بعيدا عن فهمها للأبعاد السياسية، وفعلياً الأمر ينعكس على الأنظمة السياسية والتي نؤكد على أهمية التيقن من طبيعتها دائماً، فهي الحكومة التي تحدد مدى علاقتها بالشعوب ومدى علاقة الشعوب بها. وفي الحال الخليجي لم يتمكن الشعب أن يسطر علاقته بالحكومة إلا بمزيد من الانفعالات بمادة قابلة للاشتعال سواء عبر النسق الشعري، أو حتى عبر مهاجمة القول بقول آخر، أو حتى عبر السيطرة على الثقافة الشعبية، وهذا بحد ذاته يضعف من مكانة حرية التعبير عند الشعب حتى لو أتاحت له فرصة التعبير على منصات حديثة أكثر انفتاحا للنقد والتعبير الحر، ولكن استخدمت هذه التسهيلات في المقابل لإثارة المشاعر أكثر من استخدامها بشكلها الحقوقي واحترام وجهات النظر في الأبعاد الثقافية. #لن_ننسى، حملة اجتماعية شعبوية لا تتصل بالنسق السياسي على قدر ارتباطها بالمشاعر وما تزاحمت فيه الانفعالات والهجوم اللفظي، العنصري والسوقي. فهذه حملة تعتبر من تبعات الفشل الشعبوي في منطقة الخليج بشكل عام، والتي استندت على أثرها الإهانة وتفادي النسيان خاصة لأصحاب الأقنعة منهم المنافقين، وأصحاب المصلحة في ظل استغلال الزوبعة الشعبوية على الصعيد السياسي. أما بالنسبة للسياسة فهي نست وتناست، وتقدمت وتطلعت لتوطيد العلاقات. إذ يبقى هذا الشجن الشعبوي محدود الفاعلية ومبتور من حيث التأثير السلبي على النهضة. لذلك، نظل نطرح السؤال منذ البداية وحتى اليوم، الشعبوية بمن فيها من مطبلين... إلى أين؟ [email protected]