27 أكتوبر 2025
تسجيلكلمتان تمنحانك وتدفعانك إلى التفاؤل والاستبشار، وتملآن قلبك بالطمأنينة، وتُرسّخان اليقين بوعد الله تعالى، وتُثبّتان أهل الحق، وتقولان للجميع إن العزة والنصر والتمكين والمستقبل لدين الله سبحانه الإسلام. فقد وردت هاتان الكلمتان في ثلاث سور من القرآن الكريم، في سورة الأعراف ضمن الحديث عن سيدنا موسى عليه السلام، قال الله تعالى "قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ"، وجاءتا كذلك في سورة هود بعد الانتهاء من قصة سيدنا نوح عليه السلام، قال سبحانه "تِلْكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلَا قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَـٰذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِين"، وفي نهاية قصة قارون المال من سورة القصص، قال عز وجل "تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِين". فهاتان الكلمتان تقولان لكم أيها الطغاة: لا تفرحوا بطول أعماركم وتمكُّن الغرور والكبر فيكم، وطول تشبثكم بكراسيكم، وتغطرس أتباعكم، واستكبار جنودكم، وكثرة ذبابكم، وتقلبكم في البلاد شرقاً وغرباً، شمالاً وجنوباً، وقوة إعلامكم ومنصاتكم الاجتماعية، والتطبيل لكم من قبل دعاة السوء وعلماء سلطانكم، والعلم منهم بريء كبراءة الذئب من دم سيدنا يوسف عليه السلام، وتلاعبكم بأموال ومقدرات شعوبكم، وظنكم أن أموالكم ستخلدكم وأنها أوتيت لكم على علم منكم كما هو حال سيدكم قارون الهالك، وتطاولكم على الأعراض، وفرحكم بحصار أهل غزة وتطاولكم على فلسطين الأرض المباركة وأهلها الكرام المرابطين، وحصاركم كذلك لدولة قطر - حفظها الله ورعاها - وتآمركم على قيادتها وشعبها، وعينكم على ثرواتها وخيراتها التي حباها الله تعالى بها، وكرهكم لتركيا قيادة وشعباً، وكثرة تآمركم بافتعال الأزمات فيها، وتأييدكم ووقوفكم بالمال والإعلام ضد تركيا حماها الله القوي العزيز، ودعمكم لوأد حريات الشعوب وتمزيق أوطانهم وتشريد أهلها ونهب خيراتهم، وتحصنكم وتعاونكم مع أعداء الأمة، وتطبيعكم مع الكيان المغتصب، كل هذا استدراج لكم ولغيركم، ثم تأتي نهايتكم البائسة بأمر الله القوي العزيز "طال الزمن أم قصر.."، "وحقيقة السنن الجارية التي لا تتخلف ولا تحابي ولا تحيد "والعاقبة للمتقين".. فهم الناجون وهم المستخلفون".. نعم "والعاقبة للمتقين". "ومضة" فهل تدركون كل هذه المعاني والرسائل والسنن الإلهية، "قَالَ هِرَقْلُ لِأَبِي سُفْيَانَ هَلْ قَاتَلْتُمُوهُ؟ قَالَ نَعَمْ قَالَ كَيْفَ الْحَرْبُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ؟ قَالَ سِجَالٌ يُدَالُ عَلَيْنَا الْمَرّةَ وَنُدَالُ عَلَيْهِ الْأُخْرَى، قَالَ كَذَلِكَ الرّسُلُ تُبْتَلَى ثُمّ تَكُونُ لَهُمْ الْعَاقِبَة"، وما يوم عاشوراء نجى الله فيه موسى عليه السلام وهلاك فرعون وجنده لمن يُبصر الحق والحقيقة، ولا يجري وراء السراب "وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِين" انتهى الدرس. [email protected]