16 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); اكتسحت مواقع التواصل الاجتماعي عالمنا بشكل ملحوظ وجعلت من كوكبنا العظيم غرفة يقطنها جميع سكان العالم، مما أتيحت لهم الفرصة بمشاركة ثقافاتهم وأفكارهم المختلفة لتمتزج فيما بينها مكونة عالما آخر يقتحم من قبل العامة، وعلى الرغم من توصيات الرسول ﷺ لنا كمجتمع عربي مسلم على الحفاظ على خصوصيتنا وأسرار بيوتنا، إلا أن هذا الاختلاط ولّد تخلفاً اجتماعياً ينحدر إلى الرجعية في تفكير المسلم، حيث إن أسرار بيوتنا أصبحت ملكية عامة يحق لجميع الأفراد الاطلاع على تفاصيلها الملمة بحذافيرها الصغيرة وأصبحت هذه الآفة تتكاثربشكل محلوظ وخاصة على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك.. فقد وصل مجتمعنا إلى حد الإدمان والمرض باستخدام هذا الموقع، مما أدى إلى تمرد أخلاقي واستهتار سلوكي، فقد أصبحنا كمن يغرق في شبر من الماء لننجر بعدها إلى أمواج هائجة تقتل كل من اقترب إليها، حتى تم استدراجنا إلى الهاوية، حيث لا يكاد يخلو شيئ نفعله في يومنا إلا وقد صرح به أمام الجميع، إلى أن تعرينا من خصوصياتنا، ولم يسلم منها المشاهير أيضاً، حيث يتم التصريح لجماهيرهم بكل خطوة يخطونها أين يأكلون ومع من يخرجون وكم من الوقت يمضون وكم كوب يشربون وماذا يفعلون وعدد نشاطاتهم اليومية وحالتهم النفسية لهذا اليوم إن كان كئيبا، مبتهجا، أو حتى يبكي، و لم نتوقف إلا هذا الحد فقط، فقد تضخم هذا الموضوع إلى أن شارف على الوصول إلى الغباء، فالكثير من مستخدمي الفيس بوك يصرحون بعلاقاتهم الشخصية، فقد جعلوا منه منبراً للحب والكراهية أمام مرأى من الجميع كبيراً كان أو صغيرا، فيكتب مثلا أنه على علاقة غرامية مع فلان، ناهيك عن رسائل الحب في تعليقاتهم، مع أن هذا ينافي عاداتنا وتقاليدنا، أو أنه وسيلة لتستفز من تكرههم بقليل من التعليقات أمام أصدقائه لتحرجه، لتشب بينكم نيران حرب باردة يمكن للجميع التعرف على أدق تفاصيلها.. واستناداً لما قاله الكثيرون، فقد أصبح الفيس بوك وسيلة للتعرف على الشخص بدون رؤيته وبصورة ثلاثية الأبعاد من خلال تصفح صوره وتعليقاته ومشاركاته، بالإضافة إلى إمكانية اقتحام بيته وبعثرة أسراره العائلية والخصوصية، كما أنه بإمكان الشرطة الاستخباراتية استخراج جميع معلوماتك الشخصية عن طريق الفيس البوك، فمثلا تم إلقاء القبض على لص من خلال صورة (سيلفي) له كانت موجودة على الفيس بوك وهو في البيت المسروق، ولا ننسى أنه وفي الآونة الأخيرة وبعد الربيع العربي، قد أصبح الفيس البوك الناطق الرسمي للألسنة السياسية، فهناك العديد من الشباب والشابات الذين تعرضوا للمساءلة القانونية، نظرا لآرائهم السياسية التي قد تكون متطرفة نوعاً ما بسبب حماسهم وهجومهم المستمر على الأنظمة السياسية بغض النظر عن أصلها، لأنه وعلى حسب آرائهم بأن الفيس بوك هو نافذة الملاذ الأخير للتصريح عن آرائهم ومشاعرهم، وما هذه الحجج إلا نهايتها الزوال، فهذه الآراء هي أيضا خصوصية للذات طالما لم يتم مناقشتها مع خبراء في هذا المجال ولم يتم التعرف عليها عن قرب، لذا لنتجنب كل هذه المشاكل التي لا داعي لها، فلنحافظ على خصوصياتنا وأسرار بيوتنا وآرائنا لأنفسنا، لأنه وفي الوقت الذي نتنازل عنها للجميع ستكون نقطة البداية لتنازلات أكبر.