14 سبتمبر 2025

تسجيل

الأسرة والابتزاز

31 أغسطس 2015

انتشرت في الآونة الأخيرة بمختلف بلدان العالم ما يعرف بالجرائم الإلكترونية أو بالابتراز الإلكتروني، وأمام خطورة مثل هذه الجرائم، وحرصاً على عدم وقوع أبنائنا من المواطنين والمقيمين ضحايا لمرتكبي مثل هذه الجرائم، فقد جددت وزارة الداخلية في بلدنا الحبيب قطر (حفظها الله) تحذيراتها من "الابتزاز الإلكتروني" والذي يعتبر إحدى الجرائم المهددة لأمن مستخدمي الإنترنت، ودعت الوزارة بالحذر من منتحلي صفة مجهولة، للاتصال بغيرهم عبر نوافذ التواصل الإلكترونية، ومن ثم ابتزازهم، وحذرت الوزارة من قيام منتحلي الصفات المجهولة بالحصول على محتوياتنا من أخبار وصور وفيديوهات لابتزازنا، ونصحت بضرورة الحرص على حماية أنفسنا من الوقوع ضحايا للمبتزين بتأمين المعلومات وعدم ترك محتوياتنا الشخصية على الهواتف أو على صفحاتنا بمواقع التواصل الاجتماعي، وأكدت الوزارة أن الاختراقات للأجهزة والحسابات للحصول منها على الملفات الشخصية، تعد رافداً للعمليات الابتزازية، داعية إلى التعامل مع المواقع المأمونة فقط عند تحميل التطبيقات، ونصحت الوزارة بعدم الرد على الرسائل الالكترونية بمعلومات تخص الحساب أو كلمة المرور، محذرة من أن المراهقين هم الفئة الأبرز في الاستهداف بالابتزاز، مؤكدة على أهمية تقديم النصح الدائم للأبناء وتوعيتهم بمخاطر هذه الجرائم. من هنا يجب التأكيد على أهمية الدور الكبير والجهود التي تبذلها الجهات المختصة في الدولة لتحقيق أعلى معدلات الأمن والأمان في قطر مقارنة بالدول المتقدمة والحمد لله، وهو دور كبير وملموس تؤديه الأجهزة المختصة وعلى رأسها وزارة الداخلية، تلك الوزارة التي تؤدي واجباتها على الوجه الأكمل، ويحرص رجالها (دوماً) على تقديم النصح والقيام بحملات توعية المواطنين والمقيمين، وذلك كله في ظل الرعاية الكريمة لقيادتنا الرشيدة متمثلة في حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى (حفظه الله ورعاه وسدد على طريق الخير خطاه)، تلك القيادة التي تتفانى في خدمة الوطن والأوطان العربية والإسلامية والإنسانية في كل مكان وزمان (حفظها الله)، والتوجيهات المخلصة لمعالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، ذلك المسؤول المعطاء الذي ظل يتابع عن كثب عملية إخلاء محل شهير من رواده بعد سقوط سقفه يوم السبت الماضي، لحظة بلحظة من موقع الحادث وليس من مكتبه حتى اطمأن على كل رواد المحل الشهير والحمد لله. من هنا أتحدث عن دور الأسرة في حماية أبنائها من مخاطر التعرض للابتزاز الالكتروني، وأدعو كل مواطن ومواطنة، مقيم ومقيمة (أولياء الأمور) إلى تقديم النصح والإرشاد والتوعية المستمرة لأبنائهم، وتضافر الجهود مع الداخلية لحماية أبنائنا من الوقوع في براثن الشيطان مع منتحلي صفة مجهولة، ممن يسعون إلى جذب المراهقين لأمور وموضوعات واختراقات للحسابات قد يستخدمها هؤلاء في ابتزاز أبنائنا، من هنا أوجه حديثي لأولياء الأمور وأنصحهم بضرورة العمل على فرض رقابة (بدون إزعاج) تضمن التأكد من أن أبناءنا يسيرون على النهج السليم، وذلك لحمايتهم من مخاطر التعرض للابتزاز أو التشويه من قبل أشخاص سيئين شغلهم الشاغل هو الإيقاع بضحايا جدد كل يوم وابتزازهم وتحقيق المكاسب من ورائهم، ولنعلم جميعاً أن حماية أبنائنا الشباب مسؤوليتنا قبل أن تكون مسؤولية الجهات المختصة، والله من وراء القصد.