12 سبتمبر 2025

تسجيل

ولا تنكسر القامة

31 أغسطس 2014

"أناديكمأشد على أياديكمأبوس الأرضتحت نعالكموأقول: أفديكمتلك الأنشودة الغارقة في الألم والأمل معا لا نزال نرددها ويرددها الجميع.. تلك الأنشودة الخالدة في تاريخ أدب المقامة ووسط الأصوات العديدة التي ترحل حاملة معها آلامها وأوجاعها وهمومها التي أثقلت كاهل القلم بالبكاء والأنين والموت. مع رحيل الصوت الفلسطيني الأعمق في عوالم الشعر والأدب المقاوم ازدحمت الصحف العربية العالمية بعناوين الخبر تنعي رحيله، رحيل قامة من قامات الوطن المضرج بالدماء هذا الرحيل جاء مختلفا كاختلاف صاحبه جاء مؤلما متوجعا باكيا أمام لحظة عجز مريرة أمام واقع يضج بالتناقضات والموت والدمار، رحل صوت فلسطين الذي بقي على عهده مع وطنه فلم يغادره وظل متمسكا بأرضه وبيته وتاريخه.. لتخسر القضية الفلسطينية أحد أقوى أصواتها، الصوت الذي واكب بكل الصدق والقوة هذه القضية الصوت الذي ترك للقضية الفلسطينية تاريخا حافلا من الشعر والمواقف، رحل سميح القاسم لتخسر القضية الفلسطينية صوتا من أجمل الأصوات التي غردت في حدائق الشعر لم يجد في المكان مكانًا فمضى، وهو الذي تغنى دائما بالصمود، والبقاء نادى فلم يسمع أحد النداء، صرخ فصمتت الآذان طرق الأبواب فاحترقت المدائن، رحل سميح القاسم،الشاعر الأديب الصوت النابض بالحياة في واقع يملؤه الموت، رحل والعزاء الوحيد روائعه الخالدة وتراثه الذي يتجسد في الكتب الثمانين التي أصدرها، ومعظمها دواوين شعر ونثر وأعمال مسرحية شهيرة، هي اعتزاز وفخر لكل عربي بشكل عام وللفلسطيني بشكل خاص، فكل قصيدة له ستظل تنطق اسمه، وكل مسرحية له تتجلى صورته فيها، وكل أعماله تعكس صورته الرائعة حتى وإن غاب ورحل، غاب وسط ذهول العالم ووسط دوامة الحرب الطاحنة غاب وسط رحيل الشهداء والأطفال وبكاء الأمهات رحل صاحب أنشودة الفخر الفلسطينية "منتصب القامة أمشي.. مرفوع الهامة أمشي.. في كفي قطفة زيتون.. وعلى كتفي نعشي، وأنا أمشي وأنا أمشي".