17 سبتمبر 2025
تسجيلانتهت الحرب العدوانية والبربرية على الشعب الفلسطيني في غزة بنصر مؤزر للشعب الصامد والمقاوم الذي سطر أفضل ملحمة في التاريخ المعاصر دفاعا وذودا عن الأرض المغتصبة . وسوف يسجل التاريخ أيضا ذكرى هذه الحرب المؤلمة وغير العادلة التي شنها الجيش الإسرائيلي ضد الأطفال والنساء والشيوخ من باب استعراض العضلات وفرض السيطرة بالقوة على أصحاب الأرض الذين أخرجوا من ديارهم واحتلت بلادهم ظلما .جاء العدوان الأخير على الشعب الفلسطيني في غزة ليظهر للعالم أجمع أن الصمود في وجه العدو الغاصب والغاشم قد أتى بثماره، وضرب أحد الأمثلة الحية لشعب يكافح ويدافع عن حقه مهما كلف من ضحايا لاستعادة الأرض المسلوبة من قبل الأعداء .** النصر المؤزر للشعب الفلسطيني :هذه الحرب الهمجية وغير المتكافئة كشفت كذلك أن العالم بأكمله ومنه الحكومات العربية بشكل خاص إذا استثنينا منها قطر، قد وقف مع العدو الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني الذي لقن الصهاينة والصهاينة العرب أقوى الدروس في تاريخ الحروب المعاصرة لنصرة الشعب المظلوم . والأسوأ أن اللعبة الإعلامية كانت مع العدو بكل المقاييس ضد حركة المقاومة التي تبنت حق الدفاع حتى تكلل هذا الجهاد بالنصر المؤزر من قبل المولى عز وجل، والذي لم يدعمه أحد، بل بفضل الإيمان بأن الله معهم، وهو ناصرهم ولو بعد حين . ** الخسائر الإسرائيلية أرقامها فلكية :ويبدو أن سعي إسرائيل لإيقاف هذه الحرب بسبب تفوق المقاومة كان بسبب الخسائر التي تعدت المليارات من الدولارات وبأرقام فلكية، ووفقا لبيانات هيئة الأمم المتحدة – كما جاء في التقرير - فإن خسائر إسرائيل في هذه الحرب على حد زعمها، بلغت 64 جندياً وثلاثة مدنيين بينهم مواطن تايلندي ثم ازداد هذا الرقم قليلا بعد ذلك، وفي المقابل وصل عدد الضحايا بين الفلسطينيين لنحو 2000 نسبة 74 % منهم من المدنيين العزل، بالإضافة إلى قرابة عشرة آلاف جريح يُعالجون في مستشفيات داخل غزة والتي كانت تشكو من نفاد مستلزمات العلاج وفي مستشفيات في مصر المجاورة . ** الإسرائيليون وتضليل الرأي العام : وتشير بعض التقارير المنشورة في إحدى الصحف القطرية قبل أسابيع إلى أن مركز الرقابة الإسرائيلية قد منع الرأي العام العالمي من الحصول على معلومات حقيقية حول العدوان الإسرائيلي على المدنيين الأبرياء في قطاع غزة، بحجة أنها تريد القضاء على حركة حماس . يقول التقرير الذي يتضمن معلومات من النادر أن تتحدث عنها وسائل الإعلام الغربية، حيث يلقي الضوء على دور إسرائيل في تضليل الرأي العام الإسرائيلي والعالمي على حد سواء، لخدمة أهدافها السياسية والإستراتيجية . ويبدو أن إسرائيل، تعرف أن الجبهة الإعلامية لها أهمية مماثلة لجبهات القتال، وهي حريصة دائما على منع نشر صور الضحايا المدنيين، لأنها تثير غضب الرأي العام محليا بعض الشيء، وعالميا على نطاق واسع، فقد دفعت الصور التي تناقلتها قناة " الجزيرة " بصورة خاصة، الناس في ألمانيا وإسبانيا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، إلى الشوارع، احتجاجا على المذبحة التي تنفذها إسرائيل في غزة، ولم يمنع التحيز المثير للجدل الدور الذي يمارسه اللوبي اليهودي في الغرب بإيعاز من القادة الإسرائيليين، والضغط على وسائل الإعلام خاصة المؤيدة تقليديا لإسرائيل، في منع انتشار مشاعر غضب، حيال السياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين ومحاولاته اليائسة، لاتهام المتظاهرين بغض النظر عن أصولهم بمعاداة السامية لمجرد أنهم يعبرون عن غضبهم حيال جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل على مرأى ومسمع العالم كله بالإضافة إلى استنكارهم بشدة المواقف المُخجلة لبعض قادة العالم وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الذي قال مؤخرا ردا على تصريح أحد المسؤولين في المقاومة الفلسطينية: إن بنات غزة يستحققن أيضا حياة كريمة مثل ابنتيه، ورد الرئيس الأمريكي الذي خيب آمال الفلسطينيين مثلما فعل الذين سبقوه في منصبه، بأنه لا يشعر بالأسف على حماس، غير أن أوباما يعرف أن إسرائيل تستهدف المدنيين الأبرياء في هذه الحرب لعدم قدرتها على النيل من قادة حماس. ** أبواق الدعاية الإسرائيلية :ويضيف التقرير أن للجيش الإسرائيلي راديو يحظى بشعبية واسعة وهو ليس موجها إلى الجنود الإسرائيليين فحسب، وإنما إلى الشعب الإسرائيلي كله . وكل عام يتلقى فيه عشرات الشباب الإسرائيليين دروسا في الإعلام، وعندما ينهون خدمتهم الإلزامية في الجيش وبلغوا سن الواحدة والعشرين، يكونون قد حصلوا على مؤهلات للعمل في الصحافة . وإذا حصلوا على وظائف في وسائل الإعلام، وتخصصوا في الكتابة عن السياسة العسكرية الإسرائيلية، فإن الجيش الإسرائيلي، يكون مطمئنا لكونهم يجدون صعوبة بالغة في انتقاد السياسة العسكرية الإسرائيلية وخاصة جرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين . وأوضح تقرير التلفزيون الألماني أنه في الغضون يجلس مراقب واحد على الأقل تابع للجيش الإسرائيلي في قسم الأخبار في كل محطة تلفزيونية إسرائيلية ومهمته كما جاء في التقرير، هي الحيلولة دون بث معلومات تستفيد منها المقاومة الفلسطينية، وخاصة معلومات محددة حول حشود وتحركات القوات الإسرائيلية وكيفية عمل نظام الصواريخ المضادة Iron Dome أو قضايا عسكرية أخرى يعتبرها الجيش الإسرائيلي حساسة ينبغي عدم معرفة المقاومة الفلسطينية شيئا عنها . ويعترف الصحفي الإسرائيلي بيرسيكو بأن هذه العلاقة الوثيقة بين الجيش الإسرائيلي والصحفيين والصحفيات الإسرائيليين، تضر كثيرا بحرية الصحافة، لأن الجيش الإسرائيلي هو صاحب القرار في ما يتم نشره وما لا يتم نشره . ورغم ذلك فإن بعض الصحفيين والصحفيات الإسرائيليين، يتذمرون من الرقابة التي تزداد شدة في أوقات الأزمات . وقال التقرير أيضا: إن المشكلة هي أن الجيش الإسرائيلي لا يمارس الرقابة على وسائل الإعلام الإسرائيلية فقط، بل أيضا على وسائل الإعلام الأجنبية. وشكا ريتشارد شنايدر مراسل تلفزيون القناة الأولى للتلفزيون الألماني ard من الضغط الذي يمارسه الرقيب الإسرائيلي على تقاريره، وقال: لا يحق لنا نحن أيضا معارضة الشروط المتشددة للرقيب الإسرائيلي، وإذا خالفنا هذه الشروط، نعرض أنفسنا إلى الإبعاد فورا . لكن من عادة الصحفيين الألمان العاملين في إسرائيل، احترام شروط الرقابة الإسرائيلية، إذ إن الصحافة الألمانية بالكاد تنشر تقارير ناقدة لإسرائيل، وإذا فعلت، فإنها تنتقد الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في وقت واحد . علاوة على أن صحيفة " بيلد " الألمانية الشعبية وشقيقتها صحيفة " دي فيلت " وكلاهما تصدران عن دار النشر الألمانية المتعاطفة مع إسرائيل " أكسل شبرنجر "، تتحول في أوقات الأزمات إلى بوق للدعاية الإسرائيلية . ** الدكتور حجر البنعلي يرثي غزة :من أجمل القصائد التي كتبت في رثاء (غزة) وانتقاد الحكومات العربية المتخاذلة مع الإسرائيليين ضد الفلسطينيين تلك القصيدة الرائعة للشاعر القطري الدكتور حجر البنعلي، يقول ضمنها :قمْ يا بنَ مصرَ وهُدَّ السورَ عِصيانا مَلَّ الأشقّاءُ أشجـانًا وأحــزاناقِفْ في الميادينِ وارفض حُكمَ طاغِيَةٍ فالآنَ عِصـيانُهُ يا قومُ قـد آناأعطى الأعاديَ ما شاءوا وما طلَبوا والجَورَ والقـهرَ والتنكيلَ أعطانايأيها الصنمُ الجاثي علـى وطنٍ قد ملَّ شعبُكَ أصنامًا وأوثاناأجرمتَ في حقِّ شعبٍ لا مُعينَ لهُ وزِدتَ أشجانَنا بالسـورِ أشجاناحاصرتَهُم مثلما يَبغي العِدى لهمُ بل فُقتَ ظلمَ العِدى ظلمًا وطغياناشيِّد جدارَك بالفــولاذِ منتشيًا على الخيانةِ قد شيَّدتَ بُرهـانا شيِّد جدارَكَ تحتَ الأرضِ في عَلَنٍ لا تبنِهِ تحتَ جُنحِ الليلِ كِتماناأليس عارًا على مـصرٍ وأمَّتِنا أن تَخنُقَ اليومَ خلفَ السورِ إخـوانا؟ دعْ عنك مسجدَنا الأقصى ومحنَتَهُ كيلا يعودَ لإسرائيلَ غضباناوكن كريمًا بنهرِ النــيلِ تمنَحُهُ قد كانَ ضيفُك للنـهرينِ ظمآناأصبحتَ طوعَ بني صهيونَ تحرسُهم فاجعلْ رجالكَ حُرّاسًا وعُـبداناوأهلُ غزةَ، لا تعبأ لمحنتِهم دَعِ ابنَ غـزَّةَ عُريانًا وجَوعاناوافتح عليهِ مياهَ البحرِ تُغرِقُهُ لا تخشَ لَومًا وتقريعًا وعِصيانا قد بِعتَ دينَـك والأوطـانَ قاطبةً فهل خدمتَ بني صهيونَ مـجّانا؟تجني ثَراءً، وتجني دونـما ورعٍ على ابن مـصرَ الذي يزدادُ حِرماناقد صرتَ ألأمَ من قد خــانَ أمَّتَهُ بل صرتَ ألأمَ من في الأرضِ قد خانا أهرامُ مصرٍ على سطحِ الثرى شمَخت وسورُ خِزيِكَ تحـتَ الأرضِ أخزاناأوصاكَ دينُــك بالجـيرانِ مَكرُمةً أهكذا يُكرِمُ الجـيرانُ جـيرانا؟ألا تُجيرُ أخًا عضَّ الحِصارُ بهِ؟ بل صرتَ أكثرَ من صـهيونَ عُدوانالن يمنعَ السورُ أنفـــاقًا يشيِّدها من كنتَ تحسِبُهُ في الأرضِ شيطاناقد بان (بعضُك) فاسترهُ على عجلٍ أصبحت في مصرَ بعدَ السورِ عُريانا ** كلمة أخيرة :حتى نجوم البوب في العالم استنكروا الحرب الصهيونية الهمجية، وعلى رأس هؤلاء نجمة البوب الأمريكية '' ريحانا '' حيث استخدمت حسابها على موقع التواصل الاجتماعي تويتر منبرا لنشر صور وكتابة تغريدات وتعليقات مؤيدة للمقاومة الفلسطينية ومضادة لما تقوم به إسرائيل فكتبت ريحانا على حسابها الرسمي بتويتر '' اللعنة على الصهيونية، اعملوا على تحرير فلسطين '' .