14 أكتوبر 2025
تسجيللم تكن الأجندة الحافلة لأعمال الدورة (132) لاجتماعات أصحاب السمو والمعالي والسعادة وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربيَّة في جدة امس، سوى تعبير عن ادراك دول الخليج واستشعارها للخطورة البالغة للتطورات الجارية حاليا في العالم العربي.لقد شملت الاجندة قضايا العمل المشترك والاحداث الساخنة في سوريا والعراق وفلسطين وليبيا واليمن، بجانب العلاقات مع ايران والملف النووي، حيث أجاز الوزراء قرارات وتوصيات تتناسب مع كل حالة بما يخدم الامن والاستقرار الاقليمي والدولي.ويبدو واضحا ان أهمية هذا الاجتماع تكمن في أنه جاء في وقت تواجه فيه المنطقة جملة من التحديات والتهديدات الخطيرة، ففي العراق وسوريا تبدو المخاطر التي يمثلها تنظيم "الدولة الاسلامية" وكذلك تداعيات المواجهة بين الانظمة الحاكمة ومعارضيها وما نجم عنها من تدهور امني ووضع انساني كارثي، كلها تنذر بعواقب تهدد الامن والاستقرار في المنطقة. وفي ليبيا واليمن حيث لا تبدو الاوضاع بأفضل حال من غيرها، وصل الانقسام والتصعيد الى درجة مثيرة للقلق، وهي كلها تطورات لها انعكاساتها وتداعياتها التي تحتاج الى النظر اليها بالكثير من الوعي والإدراك للمخاطر التي قد تنجم عنها.ان استشعار دول مجلس التعاون لهذه التطورات الخطيرة والتداعيات المحتملة لها، كان وراء الحرص خلال الاجتماع على وحدة الصف وتعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك والمتواصل منذ أكثر من 33 عاماً.ان حكمة وتوجيهات اصحاب السمو والجلالة قادة دول مجلس التعاون، مثلما يحدث في كل المنعطفات التاريخية، كانت حاضرة امس في اجتماعات وزراء الخارجية وهم يخرجون بقرارات سيكون لها أثرها في التعامل مع الازمات الحالية والتحديات الماثلة والمخاطر المحدقة بالمنطقة، تحقيقا للمصالح المشتركة التي تربط بين شعوبها، وبما يسهم في الوقت نفسه في الحفاظ على الامن والاستقرار الدوليين.