16 سبتمبر 2025
تسجيللقد كانت قمة مكة الإسلامية ضرورية ولأهميتها حضر عدد كبير من القيادات الإسلامية ولقيت اهتماماً كبيراً، فقد كان الملك عبدالله خادم الحرمين الشريفين محقاً في هذه الدعوة، ولكن المهم هو ماذا بعد القمة؟ إننا بحاجة إلى الاستفادة من الدروس والأمة الإسلامية قوة اكتشفها الملك فيصل – رحمه الله – في دعم القضايا الإسلامية عند زياراته المعهودة التاريخية ونحن نرى الأوروبيين والآسيويين والأفارقة قد انتقلوا إلى مشارف المستقبل لذا والأمة تعاني الكثير من المحن والابتلاء فهي بحاجة إلى مواقف شجاعة وصريحة من الدول الإسلامية التي لا تحب أن تفعل التضامن الإسلامي. فلابد من التعاون الاقتصادي وإخراج السوق العربية المشتركة إلى النور وتوحيد مناهج التعليم ولابد من الخطوات العملية لتوحيد الجهود في مجالات التنمية الذاتية وتطوير الدول الفقيرة للاعتماد على النفس وعمل برامج تطويرية بالتعاون مع الدول الفنية وذات الخبرة لدفع قدرات الدول الفقيرة والأقل نمواً وبالأخص في إفريقيا واليمن وغيرها، لابد للدول الإسلامية مع دفع البنك للقيام بهذه المبادرة، وكذلك دور الايسيسكو في تقريب التعليم والثقافات بين الدول الإسلامية. ويجب تفعيل وتشجيع دور المنظمة وأن تبدي الدول قدراً أكبر من الدعم والرفع بقدرات وإمكانيات المنظمة من خلال المشاركة بمستوى أعلى وتمثيل أكبر وأن تكون القرارات حضارية وهو ما تحتاجه الأمة قرارات حضارية وجادة ولا تريد بيانات. المسلم اليوم يشعر بالألم والحزن وهو يرى أن الاتحاد الأوروبي والمنظمات الدولية قد وصلت إلى مشاريع للمستقبل، والمسلمين مازلوا يحتاجون قوة للوقوف أمام الذين يتربصون بهم. هذه الأمة الإسلامية لديها قوة بشرية ولديها إمكانيات اقتصادية وثروات ومواقع استراتيجية ففيها نزلت الرسالات وهي تحمل أعظم رسالة للإنسانية، فيها إنقاذ البشرية، آن الأوان لأن يتحرك الجميع لعمل خطة لمساعدة الأمة الإسلامية لأن تبرز ذاتها وكيانها، اقترح أن تشكل لجنة برئاسة المملكة العربية السعودية وماليزيا ومصر وتركيا والسنغال لوضع مسودة مشروع للنهوض بالدول الإسلامية وإحياء دور المنظمة والبنك الإسلامي والايسيسكو وكافة المنظمات التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، وأن يجتمع وزراء الاقتصاد والتنمية لعمل برامج تنموية ومشاريع إحياء السوق الإسلامية المشتركة، وأن يبدأ وزراء التعليم والثقافة وضع خطة للشباب ومشكلاتهم ودراسة أوضاعهم، وحماية الأمة من الأفكار والتيارات المنحرفة، نحن أصبحنا اليوم ضحايا لأفكار متطرفة ومنحرفة وخلافات مذهبية وعرقية تهدد كياننا وبقاءنا وننفذ ما يريده أعداؤنا ويكفي مأساة العراق المدمر الممزق الذي ضاع من بين أيدينا واصبح فقراً وجحيماً عليه قوى الشر والظلام والتعصب، وكذلك ما جرى في قرغيزستان وها نحن نرى السودان يتمزق وسوريا الدامية الجريحة، واليمن بصراعاته، وليبيا غير المستقرة ومالي وما فيها صراعات والصومال الذي مازال قادته يعيشون صراعات القرون الجاهلية، ،أما آن الأوان أن نوقف هذه المأساة؟ فأين لجنة المصالحة الإسلامية؟! إلى الآن لا توجد لجنة تحكيم إسلامي للصراعات مما يضطرنا إلى اللجوء للأمم المتحدة لتنفيذ قراراتنا ودعم مواقفنا ونحن لا حول لنا ولا قوة. لا شك أن هناك دولاً خارجية ودولاً أعضاء في منظمة التعاون الإسلامي تسعى لتدمير دول المنظمة وإجهاضها وتمزيق الدول الإسلامية، وهناك دولة ظلامية تعيش أحقاد التاريخ ولها قيادة تسعى للفتن وتمزيق الأمة، ولو فعّلت مفاهيم التضامن الإسلامي ولو تحركت الدول الإسلامية لرأب الصدع بين المتصارعين، لدفع الشر. والدول التي تريد الشر عليها أن تختار بين الأمة الإسلامية أو العزلة. يجب أن يقول الجميع كلمة الحق ورفع الظلم وهناك مسؤولية كبيرة لإنقاذ العراق وسوريا وغيرهما وإحلال السلام بالصومال وأن يحدد المسؤول عن ذلك، ولو كنا أمة اقتصادية وسياسية لما تجرأت روسيا والصين على الاستهزاء بالأمة الإسلامية وبمجرد صدور قرارات مقاطعة اقتصادية ضد هذه الدول فإنها سوف تحسب ألف حساب لهذه الدول الإسلامية، نحن بحاجة إلى قوة إسلامية، اخواننا في إفريقيا وآسيا هم دعم لنا في قضايانا المصيرية، آن الأوان للالتفات لإفريقيا ودعم قيام جامعات إسلامية وفتح الجامعات العربية لهم للدراسة ودعمهم تنموياً وتطوير هذه الدول. إن دولاً كالمملكة العربية السعودية مع مجلس التعاون وكذلك تركيا ومصر تستطيع القيام بدور كبير لخدمة الأمة ومساعدة مشاريع حضارية ووضع خطة وبرنامج لتقييم الوضع وكيفية النهوض بالأمة الإسلامية، لذا كانت مبادرة خادم الحرمين الشريفين هي المفتاح والمصباح للسير على الدرب فيجب على الدول الإسلامية الاستفادة من هذه المبادرة. وأسأل الله أن يوفق قادة المملكة وهم من بادروا لهذه القمة في بدايتها، وحافظوا على كيانها أن يبدأوا بالتعاون مع الدول ذات القوة والقرار إلى تفعيل قرارات مكة والسعي لدفع العمل الإسلامي للوصول إلى السعادة والاستقرار وسيجعل الله ذلك في ميزان أعمالهم وأن يشدوا عضدهم بإخوانهم المخلصين في ماليزيا وإندونيسيا وتركيا والسنغال ومصر، وكذلك التضامن في المجال الإنساني والتعاون في إغاثة الأمة بإنشاء صندوق محاربة الفقر، والعمل الجماعي في الكوارث والمجالات الإنسانية والحروب، في فريق واحد ووضع برنامج لمواجهة ذلك، والحد منها في تنسيق مشترك. وفق الله الجميع وأصلح شأنهم.