12 سبتمبر 2025

تسجيل

سوء الإدارة ضرر على الاقتصاد والمجتمع

31 أغسطس 2011

كل منا يمارس الإدارة بشكل أو بآخر بهذا الحجم أو ذاك. فمدير الشركة والمصنع والبنك والفندق وكل من يمارس الإدارة سواء في مشاريع استثمارية أو تجارية أو صناعية أو خدمية فهو يدير فريقا من العاملين والموظفين من أجل تنفيذ مجموعة الخطط الموضوعة بهدف توسيع رقعه المبيعات والإيرادات وتحقيق أعلى عائد ممكن. ومدير المدرسة والأستاذ فهو يدير من موقعه مجموعة من زملائه أو طلابه بهدف التعليم والارتفاع بمستوى العملية التعليمية والتربوية والعمل على خلق جيل متسلح بالعلم وحسن التربية. ومدير الدائرة ورئيس القسم في أي مؤسسة رسمية أو غير رسمية يدير عمله من منطلق خدمة المتعامين مع هذه الدائرة بأفضل ما يمكن من حيث الحجم والكيفية وتحسين مستوى الخدمات المقدمة. وحتى من يتولون المسؤوليات والإدارة في الجمعيات الخيرية والمنظمات غير الربحية وكل المؤسسات الخدمية الأخرى فهم يتولون مسؤولية إدارة الفريق العامل فيها بهدف الارتقاء بمجموعة الخدمات والأنشطة المقدمة لخدمة جمهور المستفيدين منها والارتقاء بها لخدمة المجتمع المحلي. إن في الأمثلة المشار إليها عامل قاسم مشترك على درجة عالية من الأهمية والتأثير إلا وهو العنصر البشري بمعنى أن هناك أناسا يديرون ويوجهون أناسا آخرين من موقع إداري معين ومن هنا فالتساؤل هو ما مدى تأثير عنصر الإدارة على المؤسسات والمنشآت التي يديرونها ومن ثم الاقتصاد الوطني وعلى المرؤوسين والمجتمع عموم. فالمدير والإدارة الجيدة والتي تؤمن بأهمية وحيوية العنصر البشري باعتباره المحور الأهم في عملية التنمية بكافة وجوهها والتي تحسن فن استخدام الأساليب العلمية والتقنية والتي تؤمن بأهمية الاستفادة من خبرات ومؤهلات الآخرين ووضع الموظف المناسب في المكان المناسب وتعطي الفرصة للإبداع والانطلاق والتي تعمل على قاعدة الثقة بالآخرين وفي قدراتهم وتعمل بروح الفريق الذي يكمل بعضه البعض وتؤمن بأهمية الحوافز المادية والمعنوية والتي ترفض منطق السوبرمانية في الإدارة فبكل تأكيد فإن من نتائج كل ذلك هو الخير الوفير لشركاتهم ومؤسساتهم من حيث زيادة عائداتها ونموها والارتقاء بالخدمات المقدمة سنة بعد سنة مما يعود بالخير والبركة على الاقتصاد بشكل عام وفي نقل الصفات القيادية والإدارية الجيدة إلى مرؤوسيهم وبهذا يسهمون بشكل فاعل في التنمية الإدارية والاجتماعية والشيء المؤكد أيضاً هو تأثير المؤهلات العلمية والخبرات المهنية والتربية والصفات الشخصية في صناعة المدير وفي أي موقع كان ومن ثَمَّ أثر الممارسات الإداريه على المرؤوسين وعلى المجتمع باعتبارهم شريحة منه. فسلوكيات المدير التي تنعكس بشكل أو بآخر على قدرات ومهارات الآخرين. لها آثار جسيمة على المرؤوسين وعلى إنتاجيتهم وحتى على صفاتهم الشخصية في كثير من الأحيان فالمدير الذي لا يرى ولا يعترف إلا بقدراته الشخصية فإن تأثير ذلك سيكون العمل على تحطيم قدرات وخبرات الآخرين وعدم إتاحة الفرصة للآخرين وفي مختلف المستويات لأن يعملوا وبما لديهم من طاقات وخبرات لأنه وبكل بساطة لا يجد فيما يعمله وينجزه الآخرون إلا شيئا بسيطا لا يستدعي الشكر أو كلمة طيبة على الأقل والدفع به إلى الأمام مما يجعل منهم أدوات لا تعمل إلا التنفيذ الأعمى لما يراه، والمدير الذي لا يجيد إلا مدح نفسه والنيل من قدرات الآخرين وتغيير النتائج الإيجابية لنفسه وترك ورمي النتائج الأخرى على الآخرين فإن لذلك أثرا بشعا في اتجاه خلق مرؤوسين لا يشعرون بحسن ما يؤدونه من نتائج ولا يشجعهم على الإنتاج والإبداع والثقة بالنفس. والمدير والأستاذ والمسؤول الذي لا يؤمن بالديمقراطية والمشاركة فكيف له أن يشارك الآخرين معه في الرأي والفعل والإنتاج وكيف له أن يخرج جيلا يؤمن بالديمقراطية والمشاركة وكيف بالمدير أو من هو في موقع المسؤولية الذي لا يؤمن بدور المرأة ومشاركتها في الاقتصاد والمجتمع أن يدير مرؤوسيه. والمدير الذي تعشعش في ذهنه أفكار الرشاوى والفساد كيف له أن يتصرف مع مرؤوسيه فإنه بلا أدنى شك سيستخدم جل قدراته الإدارية الجهنمية تجاه إغراق البعض من مرؤوسيه ليكونوا أدوات ووسائل لتنفيذ أهدافه ومن هنا يكون عاملا مساعدا في توسيع رقعة الفساد والإفساد وهكذا. وأي نتيجة نتوقعها من مدير أو مسؤول يتميز بالتعقيد والانغلاق وعدم التواضع وهو يدير مرؤوسيه وعلاقات شركته مع عملائها وزبائنها إن كنا نريد التسهيل والتيسير والتبسيط والانطلاق إلى الإطار الأوسع بدلا من قوقعة المسائل في جمله من التفسيرات والفتاوى والحلقات المفرغة وإثبات الذات في كل لحظة وفي كل موقع. هناك مديرون ومسؤولون أبدعوا في إقامة أفضل العلاقات الإنسانية ورفعوا من شأن شركاتهم ومؤسساتهم وحققوا نجاحات كبيرة إلى المستثمرين وإلى عملائهم يفتخر الإنسان بها ولكن يبقى أن نقول إن لسوء الإدارة ضررا بالغا على الاقتصاد والمجتمع وهذا ما يجب تجنبه.