19 سبتمبر 2025
تسجيلأصدر كتابه العلمي والثري استنبات الفقع في دولة قطر إصداره كتاب الفقع وهو بمثابة مادة مرجعية تراثية وعلمية مهمة للغاية شغل منصب وكيل وزارة الكهرباء والماء وكان مخلصاً في عمله وعطائه عشقه للتراث القطري من عوامل تفوقه في التنقيب عن ماضي قطر الأصيل رحل بالأمس الى الدار الآخرة سعادة المهندس خميس السليطي ( 1946 - 2019 ) وكيل وزارة الكهرباء والماء الأسبق بعد رحلة طويلة مع المرض، وعبر مشوار طويل من العطاء خلده في خدمة وطنه الذي كان شاهدا على عصره الذي عاشه بكل تفان وإخلاص، عليه رحمة الله، وقد رحل عن عمر ناهز (73) عاما تقريبا. ◄ مسيرة عطاء والمتتبع لمشوار الفقيد الراحل سيجد الكثير من الإنجازات والجهود التي بذلها من اجل غد مشرق لهذا الوطن، وعمله في وزارة الكهرباء لعقود مديدة كانت وراء سمعته الحسنة التي كانت علامة مضيئة في هذه الوزارة، فهو من القطريين الأوائل المتخصصين في مجال الكهرباء في تلك الفترة والذي اهله لادارته، فغدا مجتهدا فيه على مدى ربع قرن تقريبا. وتشير سيرته الذاتية إلى: ان اسمه الكامل: خميس بن محمد بن خميس بن حسن البوخميس السليطي، من مواليد قطر، وقد تدرج في تعليمه حتى حصل على درجة البكالوريوس في تخصص الهندسة الكهربائية من جامعة سانفورد البريطانية خلال الموسم الجامعي 72 / 1973 م. ◄ وقد واصل عمله: مع الشيخ جاسم بن محمد بن جاسم آل ثاني وزير الكهرباء والماء في اول تشكيل وزاري لوزارة الكهرباء ومنذ تلك الفترة قدم جهدا لم ينقطع أبدا. حيث عمل فيها كمهندس للكهرباء في عام 1973م، ثم تدرج المرحوم – بإذن الله – الى عدة مناصب إدارية اخرى في نفس الوزارة. حتى تم تعيينه في منصب "وكيل وزارة" وذلك عام 1992م، حتى تقاعد عن العمل في عام 1996م، ثم تفرغ لعمله الخاص بعد تلك الفترة حيث أسس شركة مقاولات أصبحت رائدة في انشاء وصيانة الطرق داخل البلاد. ◄ كتابه عن الفقع: ولعل من إنجازاته التراثية والعلمية في خدمة المجتمع القطري تبنيه احد بحوثه المهمة عبر دراسته لاستنبات الفقع "الكمأة" فأصدر كتابه الموسوم "استنبات الفقع في دولة قطر" عام 2012م. والكتاب بمثابة تجربة تكللت بالنجاح بعد صبر وإصرار من العمل الدؤوب لاخراج هذا العمل الوطني الشاق الى النور. وجاء هذا الكتاب كحصيلة تراكمية من المجهودات المتتابعة في جمع المعلومات عن الفقع عبر تنقيبه عن المعلومات التي تمس الموضوع من كافة الجوانب. وكذلك من خلال جولاته الميدانية الكثيرة لسنوات في اعمال استصلاح الأراضي وسقايتها ورعايتها للاستنبات لفترة زمنية ليست بالقصيرة. اذ امتدت الى ما بين ( 1998 - 2012 ) أي ما يقارب من ( 14 ) سنة. وفي الكتاب يتطرق الفقيد الراحل الى تعريفات الفقع شعبيا وعلميا ومكوناته الكيميائية، ومسمياته المختلفة لدى كافة الشعوب العربية وبقية الشعوب الأخرى، ويشير الى فوائده ومضاره، واستخداماته قديما وحديثا. كما يضم الكتاب الجامع والمفيد للجميع مجموعة من الصور التوضيحية لفقعان استنباته التي كانت مختلفة الأنواع والاحجام والاشكال والاوزان. ويتضمن أيضا على صور لنبات "الرقروق" النبات العائل للفقع وللنباتات الأخرى المصاحبة له من خلال بيئته الطبيعية. وفي الختام لا ننسى زوجته الفاضلة "ظبية بنت عبدالله السليطي" الباحثة في التراث والبيئة النباتية، حيث لها العديد من الجهود في هذا الميدان بجانب اهتمامها باللهجة القطرية وتأصيلها، وكانت اليد اليمنى لزوجها الراحل في تشجيعه على مواصلة البحث العلمي والتنقيب عن المعلومات، أما عن ذرية الفقيد خميس السليطي فقد رزق بولد واحد هو (محمد) وعدد من البنات. أمثال هذه الشخصيات تستحق التكريم بتقديم لمسة الوفاء لهم من قبل الجهات المسؤولة في الدولة نظير ما قدموا من جهود إدارية من ناحية، وانجازات بحثية مهمة من ناحية أخرى. رحم الله سعادة المهندس خميس السليطي «أبو محمد» وجزاه الله خير الجزاء نظير ما قدم لوطنه وتراثه الاصيل الذي سيكتبه التاريخ بكل تأكيد بأحرف من نور. [email protected]