12 سبتمبر 2025

تسجيل

الموسيقار عبدالعزيز ناصر فنان مرهف عرف معنى الاحترام فاحترمه الجميع

31 يوليو 2016

فنان مرهف عرف معنى الاحترام فاحترمه الجميع، وكما عرف معنى الفن فأصبح للفن معنى، وكان قامة فنية لم ولن تنكسر. إن فقدناك ليس فجيعة عابرة نتجرعها بل قشعريرة عميقة تجتاحنا. لن نتعافى منها بسهولة ورحمك الله يا صانع الدهشة والبهجة والمتعة!.نال وسام مجلس التعاون الخليجي وجائزة الدولة التقديرية، وندعو المسؤولين لإطلاق اسمه على أحد الشوارع ونقترح إيجاد جائزة ثقافية تحمل اسمه. الكبار لا يغادرون، بل يرحلون بأجسادهم وتظل إبداعاتهم ورسومهم باقية، أو كما يقول المثل الشعبي القطري الأصيل: «تفنى الجسوم وتبقى الرسوم». وبالأمس غادرنا إلى الدار الآخرة الموسيقار القطري الكبير عبدالعزيز ناصر (1952 - 2016) الذي عاش وترعرع في «حي الجسرة» بمدينة الدوحة، وخلد لنا وللأجيال القادمة أعظم الألحان الرائعة في حب قطر وفلسطين والبوسنة والعراق ولبنان وغيرها، ومن الكتاب والشعراء القطريين الذين لحن لهم: محمد الفيحاني وحسن بن أحمد الحسن المهندي وعبدالرحمن إبراهيم المناعي ومرزوق بشير ومبارك بن سيف آل ثاني وعبدالرحمن سالم الكواري وعبدالله عبدالكريم وعبدالله الجابر وجاسم صفر وخليفة جمعان ومحمد همام العبدالله وأحمد عبدالملك وغيرهم كثير. وتعاون معه المذيع والإعلامي القدير عبدالعزيز محمد في إلقاء بعض القصائد. وتعاون معه في أداء الآلات والإيقاعات الموسيقية الكثير من أمثال: أحمد الساعي وسعد بو عواد الهتمي وراشد خميس المال وعتيق سعيد مبارك وخميس جمعة بو حبل المنصوري وحسن درويش وعنبر مبارك وحسن علي وإبراهيم علي الهيدوس. أما أشهر الملحنين القطريين الذين عاصروا الموسيقار عبدالعزيز ناصر فنذكر: حسن علي درويش ومطر علي وحامد نعمة وخليفة جمعان ومحمد المرزوقي وعنبر مبارك وإبراهيم علي وفيصل التميمي وسالم تركي ومرزوق العبدالله وسالم فرج وإدريس خيري وعبدالكريم فرج وسلطان سعد مبارك وغيرهم .أما رؤساء الفرق الموسيقية الإذاعية والتلفزيونية في عهد الموسيقار عبدالعزيز ناصر فنذكر منهم: أحمد آدم ومصطفى أحمد علي ويحيى النحاس ومحمد القصبجي وفؤاد الحريري، وأغلبهم من مصر وسوريا. ومن المبتعثين القطريين الذين عاصروا فترة وجود عبدالعزيز ناصر في القاهرة أيام الدراسة خلال السبعينيات فنذكر منهم: عبدالله صادق ود. محمد عبدالرحيم كافود وعلي بن ناصر النعيمي ود. مرزوق بشير وأحمد عبدالله السليطي وعلي سعيد الكواري ود. سعد سعيد الكواري ومريم آل سعد وعبدالرحمن الخليفي ود. عبدالرحمن سالم الكواري ومحمد صالح الكواري ومحمد بو سطوة الهاجري وغيرهم .❸وقد حصل الفقيد على الكثير من الجوائز والأوسمة والميداليات التي حصدها طوال مشوار حياته، لعل أبرزها جائزة الدولة التقديرية 2006 من قطر في مجال الموسيقى، كما كرم من قبل قادة وملوك مجلس التعاون الخليجي ومنح وسام المجلس مع نخبة من المبدعين القطريين في ذلك الوقت، وتم التكريم بمدينة مسقط العمانية سنة 1989م. وتم تكريمه في مهرجان الخليج السابع للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني بمملكة البحرين عام 2001 م. كما نال وسام التكريم من قبل معهد حلب للموسيقى بسوريا عام 2002م. وكذلك وسام التكريم من قبل المهرجان العاشر للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني بجمهورية مصر العربية عام 2004م. وحصلت الأغنية التي لحنها (يا قدس يا حبيبتي) على الجائزة الذهبية في مهرجان القاهرة السابع للإذاعة والتلفزيون2001م، وأغنية (الطفل والعصفور) التي حصلت شهادة تقدير من المهرجان نفسه. كما دولة قطر في عضوية المجلس التنفيذي في المجمع العربي للموسيقى. وكذلك وسام التكريم من المجمع العربي للموسيقى عام 2013م، وجائزة (الأوبرا الذهبية) الخاصة في حفل توزيع جوائز الأوسكار للأوبرا والغناء الكلاسيكي الدوحة 2014 م .❹ومن الذكريات التي ما زالت عالقة في الذاكرة عن الموسيقار عبدالعزيز ناصر تواصلي معه – شخصيا - سنة 2005 م عندما شرعت في تاليف أحد الكتب العلمية عن شاعر قطر الراحل محمد بن جاسم بن محمد بن عيدالوهاب الفيحاني (1907 - 1939) حيث أمدني – رحمه الله – ببعض المخطوطات والنوتات الموسيقية لبعض الألحان التي قام بتلحينها وهي من قصائد الفيحاني الرائعة، وكان متأثرا بقصة الفيحاني وتجربته العاطفية التي مر بها، وكان يقول عنها: بأنها تجربة فريدة ومؤثرة في النفس وأنا أول من تأثر بها بسبب مرارة التجربة. ويضيف: بأنه يبكي أحيانا عند سماع أشعار الفيحاني. وللعلم فإن الموسيقار الراحل قام بتلحين بعض قصائد الفيحاني مثل: قصيدة الدار، وقصيدة هاضني وأحدث شجوني .أما لقائي الثاني معه فكان قبل عدة أسابيع في منزله الخاص في «حي ابن محمود» حيث زرته لإنجاز أحد المشاريع التراثية لمتحف قطر الوطني الجديد برفقة الأخ الباحث محمد أبو هندي لتوثيق «السلام الأميري» لدولة قطر، وذلك بحكم عملي كمستشار منتدب في التراث بـ (لجنة المحتوى) في هيئة المتاحف، وكان ذلك مساء يوم الأحد خلال جلسته الأسبوعية لمجلسه الخلص، وكانت الجلسة بحضور نخبة من الشعراء والأدباء والموسيقيين مثل الشاعر حسن نعمة وغيره. حيث أفاد الموسيقار عبدالعزيز بأن سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مهتم بشكل كبير بالسلام الوطني وأنه كان يشجعه بشكل دائم على الإبداع لهذا الوطن، وكذلك صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر (حفظهما الله) .➎قال عنه المذيع القدير عبدالعزيز محمد رفيق دربه في إذاعة قطر: ( الموسيقار الراحل عبدالعزيز ناصر فنان مرهف، عرف معنى الاحترام فاحترمه الجميع، وعرف معنى الفن فأصبح للفن معنى، رحمك الله أيها الفنان الإنسان، فقد كان رمزا كبيرا من رموزنا، وقامة فنية لم ولن تنكسر، ونسمة علية كانت تقينا حرارة بلادنا. إن فقدناك ليس فجيعة شخصية عابرة أتجرعها وحدي في غربتي بل قشعريرة عميقة تجتاحنا، لن نتعافى منها بسهولة. رحمك الله يا صانع الدهشة والبهجة والمتعة، وإلى جنة الخلد بإذن الله) . ويقول عنه الكاتب والناقد الدكتور حسن رشيد: ما أقسى رحيل رفقاء الدرب، كان المرحوم نموذجا يحتذى به، ثقافة موسوعية وإبداع في مجال الفن والموسيقى، وبرحيله خسرنا مبدعا ينتمي إلى ثرى هذا الوطن، وتكريمه يكون بإيجاد جائزة فنية تحمل اسمه، فقد حمل إبداع هذا الوطن إلى كل الأرجاء، وسيظل الفقيد ثروة وطنية بما أنجز، وقد عرف عنه أنه اعتلى المسرح كمغن قبل افتتاح إذاعة قطر 1968م، وأسس فرقة الأضواء، وأعماله يمكن حصرها، وهناك مادة حديثة وزعها المرحوم قبيل وفاته في شهر رمضان الفائت من كلمات نزار قباني. ويضيف: أهم أصدقاء الدراسة مع الموسيقار الراحل: حسن رشيد وحامد نعمة ومرزوق بشير ومحمد رشيد ومحمد أبو جسوم ومحمد الساعي وغيرهم.ويقترح الأستاذ علي صادق مسؤول المكتبات بجامعة قطر ضرورة الاهتمام بتراث الموسيقار الراحل قائلا: أتمنى أن تستفيد الدولة من مقتنياته ووثائقه الورقية والخطية، أسوة بما أمر به سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بالاحتفاظ بالمرسم الخاص واللوحات والأدوات والفرشاة الخاصة بالفنان الراحل جاسم زيني.