19 سبتمبر 2025

تسجيل

هل للأمة من معنى دونه؟!

31 يوليو 2013

لا شك أننا ـ معاشر المسلمين ـ نؤمن إيمانا أعمق ونوقن يقينا أصدق أن القرآن الكريم من عند الله تعالى، وأنه كلامه المنزه عن كل ناقصة أو جارحة، بل هو كلام عظيم بعظمة الله تعالى، وكامل بكماله سبحانه، فهو الذي لا تنقضي عجائبه ولا تحيد عن العدل والحكمة أحكامه وشرائعه، كيف لا وهو من لدن حكيم عليم؟!ولأن القرآن الكريم أصل أصولنا، بل لا أجدني مبالغا إن قلت إنه أصل وجودنا كأمة عظيمة ذات رسالة رشيدة راشدة، فهل للأمة الإسلامية من معنى إن هي خلفت القرآن الكريم وراء ظهرها؟! وهل لنا من قدر إن رفع القرآن من بين أيدينا؟! إذن فوجودنا والقرآن كالكيان للإنسان، وحيث لا يتصور إنسان دون كيان، فكذلك لا يتصور وجود لأمة الإسلام دون القرآن.وعليه فإن العناية بالقرآن الكريم، وخدمته، والذب عنه، والسعي لترسيخه منهجا متمثلا وواقعا معاشا، إنما هو في الحقيقة خدمة لأنفسنا، وحفاظ على مصالحنا العليا، ووحدة شعبنا وأمتنا، وسلامة ديارنا، وضمان لأجيال مستقبلنا، الموالين لله ولرسوله ولأمتهم وشعبهم ووطنهم، ثم هو يوم القيامة فرح بالجنة وفوز بشفاعة القرآن وقرب وأنس بجناب الرحمن، إذ بشرف المخدوم يشرف الخادم، وبقدسية المقصود يعلو مقام القاصد. ولاشك أن هذه المعاني القرآنية وغيرها من اللطائف الربانية لا تخلو منها قلوب المسلمين، ومنهم أهل قطر، فما نراه من مسارعة في هذا الخير من مؤسسات الدولة ـ رعاها الله ـ أو من لدن الفاعلين الثقافيين والاجتماعيين ضمن هيئات ومنظمات المجتمع المدني لدليل واضح على أن أهل هذه الديار ما زالوا بخير وما زال للقرآن الكريم النصيب الأوفر والحظ الأكبر في قلوبهم وضمائرهم. ولأن زماننا هذا زمان الجهود المتضافرة والطاقات المتحدة تحت إشراف الجهات المعنية، ولأن ثقافة التطوع الرشيد أضحت سمة بارزة من سمات الإنسان القطري، ولأن روح هذا الأخير تحيا بخدمة كتاب الله، فقد انبرى لذلك ثلة كبيرة من أفراد ومؤسسات المجتمع المدني، نذكر منها مؤسسة الشيخ عيد الخيرية وجمعية قطر الخيرية والمؤسسات التعليمية الخاصة وغيرها من المحاضن التربوية والاجتماعية وكثير من الأفراد والوجهاء، وهذا ليس بغريب على أهل هذه الديار، إنما الغريب من هيئت له فرص الخدمة فنكص، والمساهمة فتخلف، وأي خدمة؟ إنها خدمة كلام الله!