17 سبتمبر 2025

تسجيل

ديون أمريكا المرعبة.. وأغاني العرب

31 يوليو 2011

قلوبنا مع ماما أمريكا ليس حبا فيها بل لأن العالم في سفينة واحدة"بجد" قلبي مع أمريكا في أزمتها الاقتصادية الكبرى المتمثلة في ديونها البالغة 14.29 تريليون دولار حسب التقارير الإخبارية المتشائمة التي تلاحق مسامعنا. فنشوة فرح الرئيس أوباما بمقتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن وتقديره أن ذلك النصر سيمهد لفترة أطول له وللديمقراطيين بولاية ثانية في البيت الأبيض وسيحشد مشاعر الأمريكان حوله بكثافة ليهتفوا باسمه وبحياته تماما مثل شعوبنا العربية التي تعيش ربيعها المخضب بالدم. فرغم أن أوباما رفع رأس الأمريكان عاليا وأقنعهم بأن قوة بلادهم لا تقهر وخلصهم من كابوس بن لادن ورعبه لهم. فكل ذلك ربما يتبخر إثر تصعيد قرنائه من الجمهوريين لملف أزمة الديون وتكثيف النقد لفريق إدارته لحرمانهم من تحقيق نصر رئاسي آخر يجير لأوباما وحزبه الديمقراطي بإيجاد حل مناسب يجنب الولايات المتحدة أزمة الإفلاس التاريخية ويجنب العالم أجمع أزمة ديون جديدة وربما تكون معدومة كلياً عندما لا يكون هناك حل سوى الإفلاس والذي كانت بوادره بادية مبكراً ومنذ سنوات عندما أخذ الدولار يترنح هابطاً أمام سلة العملات الدولية الأخرى بسبب حجم الدين الأمريكي وإيغال الحكومات المتعاقبة هناك في مهمة الشرطي العالمي وريادة الفضاء واكتشاف النجوم واحتلال الدول رغم الفواتير الباهظة لهذه المهام والغير ذات جدوى غالباً على دافع الضرائب هناك.فقد كتب آلاف الأمريكان العرائض الاستعطافية الموجهة للبيت الأبيض لاستجدائه في إيجاد حل سريع لمشكلة الديون قبل خراب بيوتهم. والحقيقة أن العالم أجمع وأسواقه تترقب بذعر وحذر ما سوف تؤول إليه أمور الاقتصاد الأمريكي والذي ترتبط به معظم اقتصادات العالم والاستثمار في سندات الخزانة الأمريكية باعتبارها الوعاء الأسلم والأمثل دائماً للاستثمار والادخار العالمي أو ربما مجاملة لواشنطن أو استجابة لنوع ما من ضغوطاتها باعتبار أمريكا رأس الرأسمالية وعنوان النمو ولذة المال العالمية الأسرع التي اتسم بها فكر العالم بعد أن سقطت أفكار نظم الاقتصاد الأخرى وتلاشت كالإقطاعية والاشتراكية. فالفكرة تنقلب إلى ضدها حسبما يقول بذلك فلاسفة الفكر المتقدم لذلك روجت آلة الفكر الرأسمالي لهذا النمط الاقتصادي الجديد والذي احتوى نمطا مبهرا لجملة النظم الحياتية الأخرى وكياناتها ما بين اجتماعية وفلسفية وليظل المال هو محور الحياة وهدفها حسب فكرهم. وحقيقة أنا هنا لست بصدد تشريح فكر الرأسمالية ولا أملك الأدوات الممكنة لذلك ولا أبدي أي قناعة حول هذا الفكر أو المقارنة بين مضمونه ومحتوى ركائزه وبين نظم الاقتصاد الإسلامي الذي ظل واضحاً يحدد دائما علاقة المجتمع بالمال ومصادره وفق ضوابط لا تنزع نحو المادية بمفهومها الفكري الشائع بل تعتبر المال وسيلة للعيش والتطور نحو هدف فكري سام مصاغ بإلهام رباني أكبر وأوسع من عبث الفلاسفة ومحاولات اللهث اللانهائي نحو المادة وبريقها. أعود إلى أزمة أمريكا والتي قد تجرنا عبثا إلى مستنقع الإفلاس والتدهور الاقتصادي والذي سيقود إلى ملامح رعب وخوف ومرض وهلوسة بين البعض دولاً وأفراداً ممن وثقوا ثقة عمياء بالنسر الأمريكي وقدراته وحطوا مدخراتهم وتحويشاتهم هناك رغم أن بوادر الأزمة وملامحها كانت بادية مبكراً لكل متابع لمجريات سوق المال الأمريكية وميزانها التجاري المتراجع لصالح عدد من دول العالم المصدرة كما أن نمط الحياة في وول ستريت المتسم بالكثير من الصور التي لا "تأنقها" طبيعة النفس البشرية ولا حتى الذوقية العامة وأخلاقياتها كان ينبئ بشيء من القلق أيضا. فقد صدرت العديد من الكتب ودونت الكثير من المقالات والتقارير التحذيرية التي تحدثت عن خطر ما قادم من وسط ذلك السوق الذي يؤطر الإبهار لنفسه بطريقة متقنة تجعله دائما محلاً للجذب وانضواء المزيد من الناس في مكونه وتبعاته. أيضاً كانت الفضائح تتوالى من عمق ذلك السوق ويتنوع أبطالها ما بين أفراد وجماعات بل يبدو الاحتيال والتلاعب من سمات التعامل الخفي للعديد من الشركات والتي يتعذر غالباً حتى محاسبتها أو تغريمها من الإدارة الفيدرالية وما رصد حول شركات جولد مان ساكس وليمان برذرز وغيرهما لدليل واضح على ضعف الرقابة المالية لدى الإدارة الأمريكية فما يمكن ضبطه ومعالجته من مهازل التعامل هناك قليل وفقا لحجم السوق وخبرات التحايل وإدارة الأزمات بين بعض المتعاملين. لذلك ونحن بصدد الانجراف فعلا اثر تداعيات أزمة الديون تلك والخوف أن يعود العالم إلى سنوات الركود الاقتصادي وتعطل آلة الإنتاج العالمية وفقد الناس لوظائفهم بصورة أفدح وأكبر مما سبق أو أن تتكرر الصورة بتفكك الولايات المتحدة لتباع موجوداتها كما حصل للاتحاد السوفيتي المنحل. فنتمنى أن ينجح فريقا الإدارة الأمريكية للوصول إلى حل عاجل ودائم للأزمة بعيداً عن التجاذبات والحلول المقرونة بمساومة الأحزاب على الكرسي الكبير في العالم. فقلوبنا مع ماما أمريكا ربما ليس حبا فيها بل لأن العالم في سفينة واحدة ونحن قسراً من ركابها. ولا ندري هل نرى قريباً حملات إغاثة عاجلة لأبناء العم سام لإنقاذهم من ورطتهم ونقول عفى الله عما سلف متجاوزين مواقفهم ضدنا وضد قضيتنا وفكرنا فنبذل ما يتيسر لهم خاصة وأن أزمتهم متزامنة مع شهر الرحمة والكرم . عموما الحلول موجودة لدى الأمريكان وسيعلنون عن تفاصيلها عاجلا لتحافظ أمريكا على مكانتها كقوة عالمية عظمى وتظل أمريكا أيضا كما قال الفنان المصري محمد فؤاد في فيلم أمريكا شيكا بيكا..تلاعبك على الشناكلوتجيب عاليك واطيكوهمبرغر يعني لحمةوزحمة يادنيا زحمةأمريكا يعني ضرسوتحت الضرس فصكاوبوي يحب الرقصدولاراته تشتريكا"رغم أنني لا أفهم كل كلمات أغنيته"[email protected]