26 أكتوبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); أحرزت قوات حكومة الوفاق الوطني بمساندة كتائب الثوار الموالية لها، تقدما ملحوظا في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية وتمكنت من تحرير الوشكة والهيشة وزمزم وأبونجيم ومدينة أبوقرين شرق مصراتة، كما استعادت مناطق ونقاط تفتيش ومراكز حدودية تابعة للتنظيم وتحركت في اتجاه المعقل الرئيسي للتنظيم في مدينة سرت التي تقع على بعد 140 كيلومتر شرقي مدينة أبوقرين، وأعلن الجيش الليبي المدعوم من كتائب الثورة انتهاء المرحلة الأولى من عملية "البنيان المرصوص" بوصول قواته وتمركزها على بعد عشرات الكيلومترات من مدينة سرت الساحلية مقر تنظيم الدولة وهو ما دفع دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إلى استبعاد فرضية التدخل العسكري في ليبيا والوثوق في حكومة الوفاق الوطني. التطورات الأخيرة في المشهد الليبي لم تعجب الفريق حفتر فأدلى بجملة من التصريحات المستفزة على قناة ليبيا الحدث وهي تصريحات وضحت فساد المشروع الذي ينفذه في ليبيا فحفتر يريد القضاء على جهود المجتمع الدولي التي توجت بإبرام اتفاق الصخيرات في ديسمبر من العام الماضي 2015 ولا يريد حوارا ولا وفاقا.. فمن ناحية يضغط على برلمان طبرق الذي يقع تحت سيطرة قواته لكي لا يصادق على حكومة الوفاق الوطني التي يرأسها السراج ويبرر رفضه لهذه الحكومة بالقول بأنها حكومة تأسست "في ظل الإرهاب ولن تفلح لذلك"، ومن ناحية أخرى يعتبر قرار تشكيل الحرس الرئاسي لحماية المنافذ البرية والبحرية والحيوية قرارات "كعدمها تماما ولا تخصه لا من بعيد ولا من قريب"، ومن ناحية ثالثة يقول بأنه غير معني "بأي حوار سياسي ليبي جرى"، ومن ناحية رابعة تقاتل قواته على الأرض من أجل السيطرة على كل ليبيا واستنساخ التجربة المصرية فيها أي أن حفتر يضع نفسه فوق الجميع وكأنه الزعيم الأوحد لليبيا الذي أجمع عليه الشعب كله وأسوأ ما في هذه التصريحات أنه اعتبر الشعب الليبي غير مؤهل لممارسة الديمقراطية التي رآها في الغرب حين عاش في الولايات المتحدة 25 سنة بعد فراره إليها بعد أن تلقت ليبيا تحت قيادته سلسلة من الهزائم المتوالية في نزاعها مع تشاد على الشريط الحدودي "أوزو" والتي نجم عنها مقتل 6000 ضابط وجندي ليبي وأسر المئات وفقدان المئات من الجنود الذين هاموا على وجوههم في الصحراء، وقد كان من بين الذين أسروا في موقعة وادي الدوم (مارس 1987)، قائد الجيش العقيد الركن خليفة حفتر نفسه الذي لجأ بعدها وألف من جنوده وأتباعه إلى الولايات المتحدة حيث عاش الديمقراطية التي يحتاج الليبيون لأجيال حتى يدركوها كما قال للقناة الليبية "لا يمكن أن تكون هناك ديمقراطية في ظل إرهاب الميليشيات، والديمقراطية لابد أن تمر عبر أجيال حتى تترسخ لأنها ثقافة ممارسة في الحياة اليومية وعلى الشعب الليبي أن يكون واعيا بممارسة الديمقراطية بطريقة صحيحة، وأنا أؤمن بها لأني عشتها 25 سنة في الغرب" والمتأمل في تصريحاته يجد تناقضا بيّنا فكيف يصدق الشعب الليبي أن الدولة المدنية ستقوم لها قائمة والديمقراطية ستتحقق بعد سيطرة الجيش وقائده على البلاد وهو يشاهد على مرمى حجر كيف استأثر السيسي بالحكم وهو الذي وعد بما وعده الآن خليفة حفتر.تصريحات حفتر تنم عن شعوره باليأس والإحباط خاصة بعد أن وضعت القوى الدولية الرئيسية المعنية بالأزمة الليبية ثقتها في فايز السرّاج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، وانحازت إلى جهود حكومته الرامية إلى إرساء وتعزيز الأمن والاستقرار والحفاظ على وحدة ليبيا وزاد من إحباط حفتر نجاح هذه الحكومة في دحر الإرهاب ومحاصرة معاقله وهو الأمر الذي أدى إلى اتخاذ القوى الكبرى قرارا بتقديم السلاح إلى حكومة الوفاق الوطني الليبية بمنحها استثناءات من حظر التسلح الذي تفرضه الأمم المتحدة لتتمكن من بسط سلطتها على كامل التراب الليبي. قرار الدول الكبرى هذا ونجاح حكومة الوفاق الوطني وكتائب الثورة المساندة لها في ضرب معاقل تنظيم الدولة الإسلامية، عزز من شرعية هذه الحكومة محليا ودوليا فأصبحت الخيار الأوحد للمجتمع الدولي وهو ما يعني في نهاية المطاف انتهاءً لدور ومشروع حفتر في ليبيا.