17 سبتمبر 2025

تسجيل

رسالة إلى صديقي "المقاوم"

31 مايو 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); افهم يا صديقي أنك لاتملك الشجاعة الكافية لمعارضة حزب الله لأن عائلتك ومحيطك ومنطقتك وكل من تعرفهم اعتادوا على الانتماء إليه والهتاف باسمه وترديد شعاراته. أعرف أنك مضطر لتأييد حزب الله في كل ما يقوم به لأنك وإخوتك وعشيرتك والأقربين تعيشون من المخصص الشهري الذي يصلكم من إحدى مؤسسات الحزب، وأدرك أن أي خروج عن التأييد الأعمى له سيعني وقفاً لهذا المخصص.أدرك أنك تتجنب مجرد التفكير في انتقاد حزب الله حتى لا يكون مصيرك كمصير آخرين كثر ارتكبوا جريمة مخالفة الحزب بالرأي فكان مصيرهم الطرد والنبذ والتهميش واتهامهم بالعمالة والخيانة.كل ذلك أفهمه وأتقبله، لكن مالا يمكن أن أفهمه يا صديقي، هو أن تأييدك لحزب الله نابع عن اقتناع منك وثقة بأن كل مايقوم به حزب الله صائب، ولاتمنح نفسك فرصة التأمل والتفكير ومحاولة التحليل والتمحيص. لماذا تحولت فجأة من شخص متزن عقلاني إلى إنسان آلي وكأنه تمت برمجتك مسبقاً، فلا مكان للعقل ولا للفكر ولا للمنطق فيما تقوله وتفعله وتؤمن به. أريدك يا صديقي "المقاوم" أن تكون متصالحاً مع نفسك قبل أن تصالح الآخرين، وأن تقول بصراحة دون لف أو دوران أن حزب الله يشارك في قتل الشعب السوري ويساند النظام استجابة لتوجيهات النظام الإيراني، واستكمالاً لمخططاته التوسعية في المنطقة. أريدك أن تملك الشجاعة لتعلن الحقيقة البشعة على الملأ وهي أن رفع شعار المقاومة والسعي لتحرير فلسطين ما هي إلا شعارات برّاقة خداعة تستعملها إيران وحلفاؤها أقنعة لتمرير ما تريد. مشكلتي معك يا صديقي المقاوم ليس خلافنا بالرأي، بل أنك لاتقبل النقاش حول ما تؤمن به وتعتقده، ولاتمنح نفسك فرصة التفكير في أي فكرة تخالف الأفكار التي استوطنت عقلك وفكرك. أين عقلك يا صديقي.. أين بصيرتك.. كيف استطاعوا أن يضحكوا عليك، وأن يعموا عينيك عن الحقيقة الساطعة؟! كيف استطاعوا أن يقنعوك بأن مشاركتهم في قتل الشعب السوري على الأرض السورية هو "جهاد"، كيف أقنعوك أن مواجهة شعب أعزل وقتله والتنكيل به وتهجيره يوازي مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، كيف استطاعوا خداعك حين ادّعوا في بدايات مشاركتهم بمساندة النظام السوري أنهم أرادوا –فقط- حماية القرى اللبنانية من القتال في سوريا، ثم بعد ذلك خدعوك مرة ثانية فقالوا إنهم يريدون –فقط- حماية المقدسات الدينية في حي الست زينب بدمشق ورفعوا شعار "لن تُسبى زينب مرتين"، لينتهي بهم المطاف مشاركين في أعمال القتل والتدمير في كل بقاع سوريا.يا صديقي "المقاوم" كيف تصدق ما يقولون دون أن تفكر به، كيف اقتنعت أن السوريين الذين أسكنوكم منازلهم وتقاسموا معكم طعامهم خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006 هم جماعات تكفيرية تستحق القتل؟!.ياصديقي فلنتجاوز عن جرائم النظام السوري بحق شعبه، ولنتذكر جرائمه بحق اللبنانيين الذين تدّعي والحزب الذي تنتمي إليه أن جهادكم وسلاحكم ورجالكم نذروا أنفسهم للدفاع عن الشعب اللبناني والحفاظ على كرامته. ألا تتذكر ما فعله الجيش السوري بحق اللبنانيين حين كان في لبنان، ألم تسمع شهادات اللبنانيين الذين كانوا في سجون النظام السوري، والفظائع التي مورست عليهم في هذه السجون؟ تحدثني عن جرائم الجماعات التكفيرية، ماذا تقول عن جرائم النظام الذي تسانده وتقاتل من أجله وتخسر في سبيل بقائه أحباباً لك وأصدقاء، هل يستحق هذا النظام كل هذا العناء؟!. كيف أقنعوك يا صديقي بالقتال إلى جانب نظام أقر أحد رجاله قبل أسابيع أمام قوس المحكمة أنه نقل بسيارته عدداً من المتفجرات بتوجيه من الرئيس السوري ليقتل بها مواطنين لبنانيين أبرياء سعياً في إشعال فتيل حرب أهلية جديدة؟!.صديقي المقاوم"، لك أن تحاول إقناعي بتبريراتك الواهية التي انطلت على الكثيرين، لكن أن تكون أنت مقتنعاً بما تقول، ومؤمناً بصواب ما تفعل، فهذا أمر كنت أربأ بك أن تكون عليه.