24 أكتوبر 2025

تسجيل

وديع الصافي (2)

31 مايو 2014

هل كان تميز وديع الصافي عبر صوته الجبلي؟ وهل كان تميزه لأنه شكل جسراً بين كل الأجيال، جيل فليمون وهبة والأخوين رحباني ونصري شمس الدين وفيروز، أم حضوره في المشهد الموسيقي العربي، لحناً وغناءً وتفرداً. أم ذلك الشجو الجميل والمؤثر وهو يتغنى بوطنه "جنات عالمد النظر.. ما بينشبع منا نظر" هل هو الإحساس بالجملة اللحنية والمعرفة العميقة بمعاني المفردات، وهو يغني "الله يرضى عليك يا ابني" أم قدرة وديع في تجسيد الشخصيات عبر العديد من المسرحيات الغنائية. لقد منحه رب العباد هذا الإعجاز، بأن يواصل عطاءه حتى آخر لحظات عمره، والمؤسف أننا لا نجد بعض الهواة والمقلدين. فهل نضبت حقاً صفحات المبدعين في سجل الموسيقى والغناء، لأن هذا ما ينطبق أيضاً على مبدع آخر وهما وديع الصافي وبليغ حمدي. كلاهما كان وحيد عصره، كل الألحان تتشابه، والأجمل أن جل المشاركين في مسابقات الهواة التجارية يعودون إلى ألحان بليغ حمدي، نعم ظهر صلاح الشرنوبي، ومازال حلمي بكر ومحمد سلطان يعيشان ولكن أين هما، هل كان رحيل كليهما في الوقت المناسب والزمن الذي لارجعة فيه؟نعم بليغ كان سيد الأغنية الباقية، ووديع صاحب المدرسة الخاصة من لليل الآن حتى يناجيه "الليل يا ليلى يعاتبني.. ويقول لي سلم على ليلى"، نعم رحل وديع ومن قبله شاعره ورفيق دربه أبو علي "عبدالجليل وهبي" ولأن الموت حق، فأنت قد أديت الأمانة ولأن العصر. عصر هيفاء وهبي، وذلك المغني الذي يعتقد أن الاعتماد على الرجولة عيب. نم قرير العين في قبرك واسترح ذلك أن تلك الأصوات لن تؤذي أسماعك، أنت من تربيت على الأصالة والصدق، وشكلت ضلعاً بارزاً من أضلاع الغناء العربي في العصر الحديث، يكفي أيها الراحل أنك حملت الأمانة، وسجلت الحضور في الشرق والغرب، حقاً كنت الأحق بذلك اللقب، صاحب الحنجرة الذهبية، وسيد الموال، وباعث الدهشة في نفس موسيقار الأجيال وهو يقول "هو في حدّ يقدر يقول زيك"!! وأن يردف قائلاً "لا أحد يملك مثل هذا الصوت.. لا أنت معجزة".