26 أكتوبر 2025
تسجيلأكثر من رسالة تلقيتها حول (الغموض ) الذي يلف إقامة مهرجان الصيف هذا العام، وإن كان الأمر قد تجاوز (الغموض )، كون الوقت قد فات على إقامة هذا المهرجان، فالصيف قد بدأ، ومهرجانات دول الجوار أوشكت على الانطلاق، وأصبحت عيون وقلوب العديد من المواطنين والمقيمين تتجه إليها، بل العديد من الأسر قد حزمت أمرها، وحددت وجهتها السياحية القادمة، كون المبرر الوحيد الذي كان يساق للأطفال تحديداً بالبقاء - وهو مهرجاننا الصيفي - قد انتفى، فمن المؤكد أنه لن يقام هذا العام. لن أتحدث في عدم اقام=ة المهرجان فلربما هناك أسباب، افترض جدلاً وجودها، وهو ما قد دعا إلى إلغائه، ولكن احتراما للجمهور والأسر، ألم يكن بالإمكان قيام الهيئة العامة للسياحة بالإعلان رسمياً عن عدم إقامة المهرجان هذا العام، والإشارة إلى الأسباب، أم أن هذا الجانب لا وزن له لدى هيئتنا الموقرة؟ أعداد من المواطنين والمقيمين كانت تعتزم البقاء في الوطن، خاصة أن الإجازة الصيفية هذا العام هي الأقصر عن السنوات الماضية، ولم تكن قد عقدت العزم على التوجه للخارج في رحلات استجمام أو سياحة أو ترفيه للأطفال، وكان الاعتقاد سائداً أن المهرجان المحلي - أياً كان مستواه - سيغني عن السفر للخارج هذا العام، وبالتالي لم يضع العديد من الأسر في حسبانها برمجة سفرها للخارج، ولم تقدم على ترتيب إجراءات السفر، والحجوزات المتعلقة بذلك. أعتقد أن أحد أبرز الأسباب هو غياب الاستراتيجية الواضحة لدى المسؤولين بالهيئة العامة للسياحة، فلو تم إجراء دراسة جادة عن انجازات الهيئة منذ إنشائها لكانت النتيجة (هزيلة) جداً، ولكانت النتائج لا ترتقى أبدا، لا أقول إلى مستوى الطموحات، بل إلى ما دون ذلك، فكل ما فعلته الهيئة هو تنفيذها لعدد من المهرجانات، سواء الأعياد أو الصيف، وهي مهرجانات، إذا ما تم تقييمها فعليا بحاجة الى الكثير من الجهد والتنظيم والتنسيق، والسبب أنه يتم تنفيذها في اللحظات الأخيرة، دون وجود خطط أو رؤية واضحة لما يجب أن تتضمنه هذه المهرجانات من فعاليات، فكأن الامر مجرد اقامة مهرجان، وكان الله غفورا رحيماً، في حين أن الدول التي تنظم مهرجانات تقوم بالاعداد المسبق لها لمدد تصل إلى عام، ويبدأ الإعداد لها منذ اللحظة التي ينتهي بها المهرجان العام، في حين هيئتنا الموقرة تظل إلى أيام معدودة قبل الصيف أو الأعياد لتعلن أن هناك مهرجانا، بعدما تكون الدول الأخرى قد (غزت) بلدنا للترويج إلى مهرجاناتها! ! إن الهيئة العامة للسياحة ملتزمة سياسة الصمت التام، والذي يشبه صمت (القبور)، فهل هذه السياسة مجدية في محيط تنافسي كبير، يفترض أننا داخلون إليه بقوة؟ مجرد تساؤل أضعه أمام (المخططين)، و(راسمي) السياسة السياحية والترويجية في هيئتنا العزيزة - هذا إن كان هناك من مخططين وراسمي سياسات - علنا نجد إجابات شافية لتساؤلات الجمهور.