17 سبتمبر 2025
تسجيلكثير منا يقول إن مشاركة الإحساس نعمة أن تتواصل وتشعر بما يشعر به الآخرون من سعادة أو حزن ويصبح أحياناً نقمة لو كان الإحساس بالألم والحزن طوال الوقت، فنحن نستشعر مدى إحساسنا بالآخرين لنتعاطف معهم ونفهم حقيقة مشاعرهم ونستشعر صدقها وعفويتها وكما نحن نقول من رأى ليس كمن جرب الشيء وعاشه وتذوق مرارته. ويحضرني موقف قرأته عن أب يعود إلى منزله بعد عناء يوم عمل شاق فيهتم بابنته الصغيرة ويرى أنها جائعة فيعد فطيرة بشكل سريع ويطعمها فيضع لها الكاتشب ضمن الفطيرة، فبدأت الطفلة الصغيرة تفتح فمها وهي تبكي فيصرخ عليها الأب بغضب ويقول لها توقفي عن التمثيل الفطيرة باردة وليست ساخنة ستأكلينها وإلا سأعاقبك. والطفلة تبكي والأب يصرخ عليها وبسبب خوفها من أبيها أكلت الطفلة الفطيرة ونامت، فقام الأب ليعيد زجاجة الكاتشب في الثلاجة لكن كانت المفاجأة أنه كان قد سحب زجاجة الفلفل الحار الملتهب بدلاً من الكاتشب. انصدم الأب وانقبض قلبه وعرف أنه أطعمها من زجاجة الفلفل الحار والطفلة كانت تبكي بصدق وهو يظن أنها كانت تكذب لكي لا تأكل الفطيرة. عندها ركض الأب مسرعاً إلى طفلته يمسح عليها وهي نائمة ويقبلها ويقول لها أعتذر يا حبيبتي لم أشعر بوجعك لأنني لم أتذوقه. كثيراً ما نحرق ونجرح الآخرين بأفعالنا وأقوالنا ونجعلهم يتألمون ونقول لهم توقفوا عن التمثيل بكل برود، وقد نجعلهم ينامون وهم يبكون، ونعتقد أن الموضوع عادي جداً، ولا يستحق الزعل والخصام بدون مراعاة للمشاعر وتقدير لرد الفعل، فلو قام كل واحد منا بتذوق الكلمة التي يوجهها لغيره لكان حريصاً على كل كلمة يقولها، فتأثير الكلمة يؤلم أكثر من السوط فالألم الجسدي يزول مع الأيام ولكن الألم النفسي يستمر مع السنين. خاطرة،،، أحياناً نخطئ بدون أي شعور ولا نثق في أطفالنا ونصدقهم بالرغم من أنهم أصدق من الكبار وأنقى في المشاعر ولم يلوثهم غبار الزمن بالنفاق والخداع. [email protected]