11 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); يخطئ من يظن أن الإعلام بجناحيه المقروء والمرئي محايد في كل ما يصوره أو يطبعه، إذ أن لكل وسيط إعلامي مهما كان نوعه أهدافا ومحددات يعمل على تحقيقها، وإلا ما صدر بالأساس. غير أن هناك خيطا رفيعا في هذا السياق، وهو المهنية، والتي تترافق معها الموضوعية، فالإعلام الذي يضع عينه على المتلقي، ويستهدفه بالدرجة الأولى، حتما سيكون هذا المتلقي ، سواء كان قارئا أم مشاهدا هو هدفه، ولذلك يعمل على توجيه بوصلته إليه، فلا تضل طريقها.ولذلك، فإن الإعلام الذي تسيطر عليه جماعات المصالح أو رأس المال، بالضرورة سيكون معبرا عن كل هذه التوجهات، غير أن خطورة الأمر هنا أن هذا التعبير سيكون على حساب المتلقي، والذي قد يتعرض للعديد من حالات التشوية والتشويش بمعلومات مغلوطة، تخدم هذه التوجهات، فتتوه بذلك الحقيقة، ويفقد معها الإعلام هدفه الذي ينبغي أن يكون، فلا يصبح إعلاما بالمفهوم المتعارف عليه، بقدر ما سيكون بوقا لجماعات المصالح أو لأصحاب رأس المال.والواقع، فإن جميع الوسائط الإعلامية والتي حركتها القوى الضاغطة المختلفة وذاع صيتها خلال العقد الأخير ، جميعها فشلت، ليس بالضرورة أن يتوقف بثها سواء كانت مرئية أو مطبوعة، ولكن صارت بينها وبين المتلقي هوة، وما تبقى منها لم يجعل المتلقي هدفا لها، باستثناء نذر إعلامي يسير دافع عن المتلقي، وجعله في بؤرة اهتمامه، بتقديم المعلومة الصادقة والمدققة له من ناحية، واحترام عقله بعدم تشويهه من ناحية أخرى.النماذج كثيرة ولا تحصى في سياق الصحف والفضائيات التي ترهلت، رغم حجم الإنفاق المادي عليها، كونها جعلت المشاهد والقارئ درجة ثانية في دائرة اهتماماتها.وإذا كانت نظريات الإعلام تذهب دائما للتأكيد على أن الإعلام لمن يملكه، فإن هذه النظرية لم تكذب ولم تتجمل، فهى واقعية بامتياز، فحينما يكون الإعلام موجها للمتلقي صدقا ومهنية ، فحتما سيكون المالك له هو المتلقي، وسيكون نجاحها بين عينيه.أما إذا كانت هذه الوسيلة تجعل جل هدفها خدمة أغراض خاصة، على حساب الحقيقة والمهنة، فإن هذا الإعلام سيكون ملكا لهذه الأغراض، غير أنه سيفقد المتلقي ولو بعد حين، وسيصبح في عداد الموت السريري، وإن صارع البقاء.