20 سبتمبر 2025
تسجيلالأزمة المفتعلة ضد قطر لن يطول أمدها وستحل قريباً لتعود المياه إلى مجاريها إذا صدقت النوايا قطر هي التي انتصرت على دول الحصار وكسرت كبرياءها وجهود أمريكية في الخفاء لإنهاء الأزمة بوادر انفراج جديدة للأزمة المفتعلة ضد دولة قطر من قبل دول الحصار الرباعي منذ 5 يونيو 2017 م ، ولعل المؤشرات بدأت تلوح في الأفق بانفراج وشيك كما يؤكد الكثير من المراقبين على الساحتين الخليجية والدولية .. ولعل مبادرة أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح تبقى هي البداية الحقيقية لإنهاء الأزمة ولو طال أمدها قليلا . ولعل تأكيد الرئيس الأمريكي " دونالد ترامب " على جهود أمير الكويت في حل الأزمة الخليجية المفتعلة من دول الحصار ، بمثابة المؤشر الواضح لإنهاء الخلافات بين الأشقاء في دول المنطقة . وهذا يؤكد على عدة أمور منها : إن الأزمة مهما طال أمدها واستمرت لفترة طويلة فان هذه الإطالة لن تكون في صالح جميع الدول، بما فيها الولايات المتحدة التي تربطها علاقات تاريخية وطيدة مع قطر من جهة ، ومع دول الحصار من جهة أخرى . كما أن الكساد الاقتصادي الذي خيم على الجميع جعل هذه الدول تخسر الكثير من مشاريعها وشراكاتها الاقتصادية ، وهو ما أسهم في اهتزاز الخزانات المالية لدول الخليج أجمع دون استثناء ، فتفاقمت الأزمة المالية بين دول الحصار وانخفضت الميزانيات من خلال قلة وارداتها في الفترة الماضية ، ولم تعد مجتمعات الخليج على وجه الخصوص قادرة على تصريف الأمور حتى الآن بسبب هذه الأزمة. يقول بعض المحللين : إن الولايات المتحدة لن تجعل الأزمة في الخليج تطول أكثر مما مضى ، لأنها دولة تريد التسريع بإيقاف أي كارثة اقتصادية لأنها لم تكن سهلة من خلال انعكاساتها السلبية سواء على دول الخليج أو على الولايات المتحدة الأمريكية في نفس الوقت . وقد قال حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في أكثر من مناسبة خلال هذه الأزمة المفتعلة إن " الكل خاسر في هذه الأزمة " .. وهذا يؤكد حقيقة مهمة وهي أن جميع الأطراف تريد الجلوس على طاولة واحدة من أجل الحوار وعدم تمطيط الأزمة التي بقدر ما كانت مفاجئة للجميع ، بقدر ما كانت موجعة أيضا . ولهذا نجد أن : جميع الشعوب هي التي تكبدت الخسارة الكبرى ، فقد كان أهل الخليج قبل الأزمة المفتعلة على قلب رجل واحد ولم توجد بينهم أية فوارق أو خلافات اجتماعية ، ولكن استطاعت السياسة أن تفرق بين العوائل الواحدة ، وتكسر الوشائج الاجتماعية وتضرب في القبائل التي تتمركز في جميع دول الخليج . فالأسرة التي تنتشر في قطر هي نفسها في البحرين والسعودية ، ولكن عندما وقع ما لم يقع في الحسبان تحولت بعض هذه القبائل لنشر الفتنة بحسب ما أملي عليها من الخارج ولاءاتها لكل حاكم في هذه الدول .. وهي سياسة استعمارية قديمة تهدف إلى تفتيت الجسد الخليجي الواحد لزرع المشاكل التي لا تنتهي أبدا .., وهو ما حدث بالفعل بين قطر والسعودية والإمارات والبحرين ؟!!. نقطة تحول : إذا انتهت الأزمة الخليجية قريباً ، فإن الدروس والعبر التي نستخلصها منها كثيرة ، وتحتاج منا بالفعل إلى العمل على تعزيز مرحلة جديدة من العلاقات بين الحكومات والشعوب في المنطقة من خلال العمل على تأسيس الوحدة من التي نريدها ومحاربة أية جوانب سلبية قد تحدث في المستقبل حتى لا يتكرر نفس السيناريو " وتعود حليمة إلى قصتها القديمة " كما يقولون . فالأزمة المفتعلة ضد قطر لن يطول أمدها بإذن الله وستحل قريبا - كما هو متوقع - لتعود المياه إلى مجاريها الطبيعية إذا صدقت النوايا ، رغم أن قطر هي التي انتصرت على دول الحصار وكسرت كبرياءها ، وتذكر بعض المصادر أن هناك بعض الجهود الأمريكية التي تدار في الخفاء لإنهاء الأزمة الخليجية بالفعل . كلمة أخيرة : إذا صحت الأنباء عن انفراج قريب لأزمة الخليج ورفع الحظر عن قطر .. فإن الجهود التي قادها أمير الكويت وأمير قطر بالإضافة إلى جهود تركيا وسلطنة عمان ستكون مكملة للجهود التي يقوم بها في الخفاء الرئيس الأمريكي حالياً، محاولة منه لجمع الأطراف على طاولة واحدة من أجل الحوار وإنهاء الخلاف بأسرع وقت ممكن .. وهذا هو الأمل.