04 نوفمبر 2025

تسجيل

نصر الله ومحاولة لملمة صفوف حلفائه

31 يناير 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); يحرص السيد حسن نصر الله أمين عام حزب الله في كل إطلالة إعلامية له على تضمين خطابه "قفشة" تتصدر عناوين الصحف اللبنانية التي تدور في فلكه صباح اليوم التالي. هذا الحرص لم يجد مكان له في خطاب نصر الله الأخير الذي خصصه للحديث عن الانتخابات الرئاسية في لبنان. ربما سقطت القفشة سهواً من ذهن نصر الله، وربما حار السيد في أمره ودار، فلم يجد في كل أفكاره التي قدمها ما يصلح أن يكون عنواناً رئيسياً لنشرة إخبارية أو يتصدر صفحة أولى في صحيفة. خاصة أنه لم يقدم جديداً في مواقف حزبه، ولم يكشف عن حقيقة تمسكه بمرشح تتضاءل حظوظه للوصول لسدة الرئاسة يوماً بعد يوم.حاول نصر الله بكل ما ملك من براعة في المراوغة اكتسبها على مدى أكثر من ربع قرن على رأس حزب الله أن يقنع جمهوره بأن الأخلاقيات -فقط الأخلاقيات- هي التي تحدد خيارات حزبه وأداءه السياسي. حاول نصر الله أن يضحك على عقول اللبنانيين ويقول لهم إنه وحزبه نموذج لا مثيل له على وجه البسيطة في الشفافية والنزاهة والنقاء في أدائه السياسي. أراد نصر الله أن يوهم اللبنانيين أن التزامه الأخلاقي تجاه حليفه ميشال عون هو فقط ما يدفعه لرفض دعم حليفه الآخر سليمان فرنجية، ولا يعود ذلك لإدراكه أن تمسكه بعون يعني الإبقاء على شغور سدة الرئاسة في ظل الرفض الداخلي والخارجي الإقليمي والدولي لوصول عون إلى قصر بعبدا.يريد نصر الله من اللبنانيين أن ينبهروا بوفاء حزبه تجاه حلفائه ووقوفه إلى جانبهم ولو أدى ذلك لاستمرار شغور سدة الرئاسة، لكنه في المقابل يرفض أن يتم بحث ما يقوم به إلى جانب النظام في سوريا. يريد نصر الله من اللبنانيين أن يفتحوا العين التي يريد وأن يغمضوا العين الأخرى. فيروا ما يريد أن يروه، وأن يهملوا أفعالاً كثيرة يقوم بها حزبه. فالسوريون الذين يشارك حزب الله في قتلهم اليوم، هم أنفسهم الذين فتحوا عام 2006 بيوتهم فرحبوا بعشرات آلاف النازحين اللبنانيين الذي هربوا من العدوان الإسرائيلي. فهل تكون الأخلاقيات التي يتحفنا بها نصر الله بأن يقابل الحزب هذا الترحيب بقتل من آووهم واحتضنوهم؟إذا أردنا أن نستخلص فكرة رئيسية من حديث نصر الله، يمكن بسهولة الاستنتاج أن إطلالته لا تهدف لتقديم رؤية جديدة أو إعلان موقف أو تحليل لحدث، بقدر ما كانت تهدف لمحاولة لملمة حلفائه، بعدما نجح سمير جعجع قائد القوات اللبنانية بضعضعة صفوفهم من خلال خلط أوراق التحالفات السياسية بإعلانه تأييد ميشال عون للرئاسة ومنحه الغطاء المسيحي الذي كان يفتقده، في مقابل إضعاف حظوظ سليمان فرنجية، الذي لم ينل بركة حزب الله وبالتأكيد لم ينل بركة ميشال عون الذي يفترض أنه حليفه بالاصطفاف السياسي لكنه بات خصمه ومنافسه في السباق إلى قصر بعبدا.