19 سبتمبر 2025
تسجيلالاستفادة من أخطاء الماضي هي الحكمة من دراسة التاريخ ، وإلا فإن تلك الدراسة ستكون أشبه بالقراءة لمجرد القراءة والاستمتاع بقصص الأولين .. فلا معنى من دراسة وقراءة التاريخ أو الماضي إن كانت الأخطاء ستتكرر ويستمر المخطئ على خطأه .. لاشك أن القدرة على التنبه للخطأ هو مهارة ، وفن يمكن اكتسابه بالخبرة والدراسة .. لكن ستكون تلك المهارة ناقصة ، إذ ليست العبرة فقط في اكتشاف الخطأ ، بل في العمل الفوري على معالجته بالتي هي أحسن وأفضل. مشكلتنا الإدارية بشكل عام تتلخص في عدم الاعتراف بالخطأ ، حتى لو ثبت الأمر وبان واتضح ، وظهر أمر المتسبب في الخطأ .. حيث يظل المرء المخطئ يدافع عن نفسه ويحاول التنصل والتبرير الى آخر نَفَس فيه ، ويظل يجادل ويجادل ، ويتنقل في مواقع الدفاع ، من موقع التبرير الى موقع الجدال ، ومن ثم الى المراء حتى ينتهي به الأمر الى العناد ! قد تتساءل عن السبب في ذلك ، والذي أحسبه لا يخرج عن العقلية التي تربى أغلبنا عليها بطريقة وأخرى، والى التربية التي نشأنا عليها .. إذ لا يوجد في ثقافتنا المعاصرة ما يعزز قيمة السمو على النفس في مواقف الأخطاء ، وقيمة الشجاعة والاعتراف بالخطأ ، وهذا بالطبع يتطلب تغييراً تدريجياً في مناهج التربية والتعليم وقيم المجتمع ، حتى نجد ذاك الشخص الذي ينتقل من عقلية التبرير إن أخطأ في أمر ما ، ليدخل في منهج دراسة أسباب التقصير والاتصاف بروح الشجاعة، التي تأبى الكذب وتتجه إلى الاعتراف بالخطأ ، من باب فضيلة هذا العمل .. وإن الإقرار بالخطأ ، يزيل نصف الخطأ ..