16 سبتمبر 2025

تسجيل

الفتن تطل برأسها على مصر

31 يناير 2013

إن ما يجري في مصر التي هي الدرع العربي والسور أمام الأخطار المحيطة بالأمة وبوابة العرب إلى إفريقيا، للأسف إن هناك من يريد أن تتقزم مصر لتعود دولة ضعيفة، هناك من يريد جر مصر لسيناريو سوريا والعراق. أطاح المصريون بحسني مبارك واختلفوا على التركة وجرت الانتخابات وبدأت تصفية الحسابات، الكل لا يدرك أهمية الوفاق، واستراحوا وأعجبوا بلعبة الشارع ولكن لعبة الشارع والجماهير هي أخطر الأشياء، فهؤلاء الذين ثاروا ضد مبارك الآن يتجمع آخرون ضد مرسي وغدا ضد الرئيس الذي بعده، ولن تنتهي، إنها سبحة تناثرت حباتها في شارع مزدحم، كان يجب أن يصر الجميع على مجلس شعب يناقش الدستور وإبعاد الشارع عن هذه الأمور، الشارع من أخطر الأشياء. عندما انفلت الوضع في أحد انهزم المسلمون وحصلت المأساة حتى أوذى رسولنا صلى الله عليه وسلم، وانهزم المسلمون في حنين، والشارع لا تملكه أية جهة، لقد أخطأ حزب الحرية والعدالة في الانخداع بالشارع والغرب ومؤسساته وشعارات الديمقراطية وكذلك الآخرون ولكن هناك أحزابا شمولية وعلى رأسها الحزب الوطني الذي له سنوات في الحكم يستحيل نكرانها وهو يسيطر على أجهزة كبيرة منها القضاء، وعنده أوراق كثيرة يلعبها ومال، وكانت حكومة قوية. أفضل الأشياء بتحالف وتوافق إلى أن تتم الانتخابات، ولكن حزب الحرية والعدالة بما لديه من تجربة محدودة لم يدر بخلده أن الآخرين لديهم كروت كثيرة وهناك جهات تريد تنفيذ أجندة بمصر وليسوا جمعية خيرية يساعدون مصر التي تجاور أهم قاعدة غربية هي إسرائيل وإطلالة على البحر المتوسط وقناة السويس والبحر الأحمر. لقد أظهرت الأحداث أن الديمقراطية نكتة يتم الضحك بها على الذقون وأن الساسة يريدون الكراسي، فحمدين صباحي وحزبه الناصري يستحيل أن يقبل بفوز الإسلاميين وهو من سجنهم سنوات وقتل قادتهم وحاربهم سنوات وحارب فكرهم أكثر من خمسين سنة وحل حزبهم وحظرهم، فهل سيقبل بعودتهم؟ أراد أن يحكم من جديد بعد إقصاء السادات لحزبه، ولا بأس أن يعملوا تحت عباءته وبرنامجه، وأما البرادعي وحمدين فهؤلاء أجندة غربية واضحة وتاريخهم معروف، وبقي حزب الوفد الضائع، فالإنقاذ يريدون أن يستخدموهم وهم من سجنوا قادتهم في الخمسينيات وأذلوا الزعيم الوطني النحاس وفؤاد سراج الذين طمسوا تاريخهم ويريدون استخدامهم كارتا مؤقتا، والحرية والعدالة نسوهم وهم من تحالف معهم في بداية السادات وهم مشتركون معهم في الهموم. مصر اليوم في خطر لأن أمرها ليس بيد العقلاء بل بيد الشارع والتغيير الذي أرادوه كان غير واقعي وهذه نتائجه لأن الأمر ليس بيد الصفوة، هناك تحركت الفئات التي كانت صامتة بسبب الانضباط الأمني في عهد مبارك، مصر بحاجة إلى رئيس قوي مدعوم داخليا وخارجيا من الدول العربية القوية، والرئيس مرسي للأسف خبرته ضعيفة فهو لم يكسب القوى المعتدلة والعقلاء وكان الأفضل لو تقاسموا السلطة حتى يتم انتخاب مجلس الشعب، والآن أيظن الجميع أن المظاهرات التي ليست سوى تخريب وتدمير للاقتصاد والتي تعدت حدود الديمقراطية لتزيل وتهدم هيبة الدولة في بلد سكانه كثيرون وفيه أشياء كثيرة وجهات لها مطامع وتتمنى ذلك، والفقير والتاجر والآمن سيدفع الثمن. لذا فإن الأمن أخطر الأشياء على مصر وهؤلاء المعارضون في جبهة الإنقاذ لا يهمهم سوى سقوط الإسلاميين ووصولهم للسلطة ولو انتهت مصر إلى سوريا والصومال، فهؤلاء لا يعنيهم، والإسلاميون متمسكون بحقهم الدستوري، وأنصار مبارك يبحثون عن الثأر.. وهكذا دواليك. وليس أمام المصريين سوى الجلوس على الطاولة والحوار. أقترح أن يترأس الأستاذ عمرو موسى لجنة للحوار فيها عبدالمنعم أبوالفتوح وشيخ الأزهر والبابا وغيرهم لجمع الأطراف للحوار حول انتخابات لمجلس الشعب ويتم الاتفاق فيه على طرح النقاط المختلف عليها على المجلس وبقية قضايا الخلاف، ويتم التعهد بذلك ويتم إعداد انتخابات بأسرع وقت بإشراف جهات محايدة وكذلك يتعهد الجميع بالقبول بالنتيجة ويتم سحب المتظاهرين من الشوارع ورفض الغوغاء وإعادة الأمن والسماح للناس بممارسة أعمالهم. ولا شك أن تجارب الثورات سيئة وأن التاريخ علمنا أن النخبة المثقفة وعقلاء القوم الذين يتم التوافق عليهم هم أهل الحل والعقد، وأما الشارع فهم يسيرون مع الدف ويطبلون ويزمرون لصاحب الشعارات. فيا قادة مصر، اتقوا الله في شعبكم، ويا قادة العرب، لا تهملوا مصر فهي ظهركم وسندكم ولا تقفوا متفرجين، ويا قادة العرب احذروا إسرائيل وإيران، ويا قادة مصر ويا فخامة الرئيس مرسي إيران وإسرائيل تريد خراب مصر، كما خربوا سوريا والعراق واليمن، فاستيقظ ولا تراهن على جواد خاسر.