13 سبتمبر 2025

تسجيل

معاً لتشجيع المرأة الداعية لاستمرارية دورها الدعوي

31 يناير 2011

إن للمرأة دوراً عظيماً في ممارسة العمل الدعوي، وذلك بما تمتاز به من قدرات وسمات نفسية وعاطفية، وأهم ما تتميز به المرأة ويمكن استثماره في العمل الدعوي هو قدرتها العاطفية على التأثير وإقناع بنات جنسها واستثارة عواطفهن قال صاحبي: كيف يمكن تحفيز المرأة الداعية على الاستمرار في ممارسة العمل الدعوي؟ قلت: في هذا المقام نذكر بكل فخر ما قامت به أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها من دور دعوي ومساند لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فهي بحق، تعد الداعية الأولى في الإسلام، ولا غرو فهي أول من أسلم من النساء وأمهات المؤمنين ونساء الصحابة التابعين، نماذج رائعة للداعيات في مختلف العصور والدهور. ثم لتتذكر الداعيات من كان سببا في إسلام عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) إنما هي أخته، الداعية المباركة التي تحملت الصفعة والكلام الغليظ والتهديد من أخيها ودعت إلى دين الله بالتي هي أحسن فكانت سببا لإسلام عمر بحمد الله. ونظراً لما تواجهه بعض الداعيات من مشكلات وعقبات أثناء عملهن الدعوي، فإننا نقدم إليهن هذه النصيحة ليكون لهن في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة صالحة، فقد مورست سياسات تحطيم القدرات تجاهه صلى الله عليه وسلم، من خلال الهمز واللمز والتهكم والاتهام والتحقير والأذى والتشهير والتحقير والملاحقة والحصار والتجويع، ألم توضع القاذورات على ظهره الشريف؟ ألم يوضع في طريقه الشوك؟ ألم يحاصر هو وأصحابه في الشِعب؟ وهكذا كان أصحابه فقد عانوا من تحطيم القدرات، تعذيبا وتكذيبا وتشهيرا وتحقيرا وإحباطا وإهانة. ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه صبروا وكانت نيتهم خالصة لوجه الله الكريم، وكان هدف الدعوة إلى دين الله بالتي هي أحسن وتحمل الأذى في سبيل تلك الغاية والمقصد. وقد جاء في الحديث "المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم، أعظم أجرا من المؤمن الذي لم يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم" والنصوص الهادية والدلائل البينة لمسيرة العمل الدعوى كثيرة منها قوله تعالى (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)، "الأنفال: 30"، وقوله: (لا يحيق المكر السيء إلا بأهله)، "فاطر: 43"، وقوله: (قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا)، الإسراء: 81"، ذلك أن الحق ينبغي أن يتبع. ومن هنا ينبغي اقتراح إنشاء جمعية باسم جمعية الدعوة النسائية تشمل كل جمعيات المرأة، وذلك من أجل تحفيز همم الداعيات وتبادل الخبرات والمساهمة الفاعلة. أما أبرز الوسائل والآليات المعينة للداعية للاستقرار في دعوتها بنجاح فأهمها: 1- وضع الهدف وسلامة النية والإخلاص. 2- تحديد البرنامج الدعوي والتخطيط له بإحكام. 3- العمل تحت مظلة رسمية. 4- القيام بالواجبات الأسرية والدعوة الأسرية. 5- التفقه وزيادة الوعي والفهم وتطوير الذات. 6- الاهتمام بفقه الأولويات. 7- الالتحاق ببعض البرامج التدريبية الدعوية. 8- حضور بعض المحاضرات والملتقيات النسائية. 9- المشاركة الفاعلة بين الزوجين في مجالات العمل الدعوي. 10- التقويم المستمر لبرامج المرأة وعملها الدعوي. ختاماً أقول: إننا في مؤسساتنا ومحاضننا الدعوية أولى بتشجيع وتحفيز المرأة الداعية على العمل الدعوي، وتوفير ما تحتاج إليه من دعم مادي ومعنوي، وإطلاق قدراتها وطاقاتها الفكرية والاجتماعية والإبداعية. ويجب ألا ننسى ما حيينا أن الغرب يتخذ من قضايا المرأة سبيلا أيضا للهجوم على الإسلام، فهو يزعم ظلم الإسلام لها وسلبها حقوقها، وعزلها عن العالم، وحين يحاول الرجال الرد على هذه الاتهامات يكون ذلك تأكيدا لها من وجهة نظر الغرب، فإذا كان الإسلام لم يعزلها فلماذا لا ترد هي؟ لهذا فهي القادرة وحدها على الرد على الافتراءات والأكاذيب التي تخصها. هذا وبالله التوفيق.