11 سبتمبر 2025
تسجيلتوقفت قليلا عندما قرأت الاسبوع الماضي خبرا نشر بالصحافة المحلية مفاده أن هيئة الاشغال باتت جاهزة للتعامل مع الأمطار إذا ما نزلت، وتساءلت عما إذا كان الخبر قد وصل في اليوم ذاته قبل النشر، أم أن هناك خطأ ما قد وقع، وان الخبر كان يفترض نشره قبل ذلك بأشهر، كون الشتاء يحل عادة بنهاية شهر نوفمبر، وإن تأخر هذا العام إلى هذا الوقت. والشيء بالشيء يذكر، ان وزارة التربية والتعليم لا يحلو لها إجراء الصيانة الخاصة بالمدارس مثلا إلا بعد بدء العام الدراسي، تاركة أيام وأشهر الصيف دون تحريك أي عمل في سبيل إنجاز الصيانة قبل موعد افتتاح المدارس. تذكرت ذلك وأنا اقرأ خبر جاهزية الصرف الصحي لاستقبال الأمطار بعدما انتصف فصل الشتاء، بمعنى أنه لو ان الله عز وجل شاء أن ينزل الأمطار في الأشهر الماضية لحدثت مشاكل عدة بالنسبة للصرف الصحي، فأين كانت «أشغال» قبل ذلك، أم أن تأخير البدء بالمشاريع هو أمر طبيعي؟. بالمناسبة ليست مشاريع الصرف الصحي هي الوحيدة التي بدأت بعد موسم الشتاء، هناك مشاريع لاغلاقات طرق يمكن إجراء تغيير طفيف فيها لتفادي إحداث ارباك في الحركة المرورية، من ذلك مثلا الإغلاق الجزئي ما بين الساعة الثانية عشرة منتصف الليل والسادسة صباحا لدوار جسر الجيدة، مع بداية الفصل الدراسي الثاني، ألم يكن بالإمكان إجراء ذلك خلال إجازة نصف العام مثلاً بدلاً من إرجائها إلى اليوم الأول من الفصل الدراسي الثاني ؟. صحيح ان الصيانة تجرى في فترة هي أقل ازدحاما في الحركة المرورية، ولكن نحن هنا نتحدث عن المبدأ، فلماذا لا ينظر لمختلف الظروف، ودراسة الاحداث المصاحبة لأي إغلاق سيتم الإقدام عليه قبل الشروع في الخطوات التنفيذية ؟. أحيانا يتم إغلاق الشارع في إطار مشروع متكامل، لكن العمل الفعلي يبدأ بعد الإغلاق بأيام وأسابيع عدة، فلماذا لا يتم الإغلاق قبل بدء العمل فعليا ؟. نحن هنا لا نطعن بالدور الجبار الذي تقوم به هيئة الأشغال، بل نشد على أيادي المسؤولين فيها، كون إعادة الروح للبنية التحتية بحاجة إلى جهود سنوات، وأي تأخير في تنفيذ المشاريع قد يترتب عليه تكاليف أكبر، ووقت أطول، وجهد أكبر، ولكن في نفس الوقت يمكن ـ وهم أكثر دراية ـ البحث عن آلية عمل اكثر تفعيلاً وملاءمة للواقع، وخصوصية المجتمع، وقلة الطرق البديلة، التي تفي بمتطلبات الازدحام المتزايد في الشوارع، في ظل ازدياد كبير في عدد المركبات المستخدمة أو التي تدخل يوميا إلى العمل. إن الرسالة التي اود الإشارة إليها هي ضرورة الإعداد المسبق قبل وقوع الحدث، وليس الانتظار والتسويف إلى حين دخول الموعد، ومن ثم الاستعجال في تنفيذ المشروع، بهدف الانتهاء منه.