10 سبتمبر 2025
تسجيلمن خلال تجربة سنوات أمضيتها في دوحة الخير أستطيع أن أؤكد ان الشعب القطري بصفة عامة متواضع وأكثر الشعوب العربية طيبة، فلم أشعر بأنني غريب أو عاملني أحد على هذا الأساس، بل أشعر كأنني في موطني،والمواطن القطري ينتظر دوره في العديد من المواقف كما المقيم، ولا يشعر المواطن القطري بانتقاص من أجل هذا، وكل ما تريد أن تفعله من تجديد إقامات ورخصة سيارة وغير ذلك يتم في دقائق غالبا، وعندما يموت لك عزيز تجد مديرك ييسر لك السفر والإجازة ويأتي إليك ليقدم واجب العزاء في مسكنك بالدوحة، وإذا توفى معلم قد يذهب المدير إلى موطن المعلم الأصلي في الريف المصري ليقدم العزاء لأهله، وهذا حدث فعلا في المدرسة التي كنت أعمل بها. أما الدوام والعمل الرسمي في الدوائر الحكومية، فيخضع لنظام سلس يطبق على الجميع وبأحدث الوسائل التكنولوجية وتتحول هذه الدوائر لشعلة نشاط وإذا أراد الإنسان قضاء مصلحة له في هذا الوقت تتم دون إبطاء إذا كانت الأوراق مكتملة، ولا يتم تأخيرها للغد فلا بيروقراطية ولا روتين ممل، بل أحيانا يتم هذا الأمر في خلال دقائق معدودة مع ابتسامة من الموظف المسؤول، الذي تجده يتبنى قضاء ما تحتاجه بكل تواضع واهتمام فالاتجاه العام يسير نحو التيسير على الناس في قضاء حوائجهم، حتى إن الدولة وفرت للناس قضاء حوائجهم من خلال بعض التطبيقات على الهاتف الجوال ! وإذا كنت معلما في مدرسة تجد كل الاهتمام والتقدير من الكادر الاداري ومن الطلاب مع عبارات التقدير والاطناب لما يرون من علم وعطاء واهتمام. أما طلاب هذه المدارس فهم ينضبطون في أداء الامتحان غالبا فلا اعتداء بالفعل أو اللفظ على المراقبين، فلوائح الانضباط موجودة في كل لجنة من لجان الاختبار يشاهدها الطلاب كل يوم، ويستطيع المراقب أن يفعلها،إذا وجد من يخل بها، ومدير المدرسة التي تراقب فيها هو رئيس اللجنة ويقف معك ويساعدك في إجراء تطبيق اللائحة ولا يضغط عليك في شيء ضد رغبتك، وتقدم إدارة المدرسة للمعلمين المنتدبين واجب الضيافة وكل هذا يتم يوميا أثناء فترة المراقبة، ولا مجال للمساس او ترهيب المعلم بعد انتهاء لجنة الاختبار أو ترويعه بأي صورة من الصور، بل أحيانا إذا أخل طالب بالنظام أو حاول الغش يتم عمل المحضر اللازم، ويوقع عليه المراقبان، ثم يوقع عليه الطالب، ثم تخرج من اللجنة، ولا تجد من يعترض طريقك أو يحاول المساس بك بالفعل أو القول، وتذهب آمنا إلى بيتك بل وكثيرا ما تجد التقدير من ولي الامر وكثيرا ما نسمع منهم عبارات الثناء وطلب السماح على القصور. حفظ الله قطر وأهلها وبارك فيها.