12 سبتمبر 2025
تسجيلمع تطور التكنولوجيا وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح للحرب الإلكترونية تأثير كبير، وهي أحد أنواع الحروب الحديثة، فإن الحرب لا تعتمد على الأسلحة التقليدية فقط، وإنما تعتمد على استخدام التكنولوجيا المتطورة لضرب قدرات الخصم الممثل له في عالمنا الرقمي المعاصر. في وقتنا الحالي باتت هذه المنصات من الأدوات القوية التي يمكن استخدامها للتأثير على الرأي العام، فهي أحد الأساليب المستخدمة لتحقيق ذلك، والتي وظيفتها أن تزيد من التوتر في المجتمع المحلي واستغلال هذه المنصات لنشر الكراهية والتحريض مما يؤدي إلى تفاقم الانقسامات الاجتماعية والعرقية والدينية. بالإضافة الى تأثيرها في نقص الثقة بالعلاقات الشخصية الرسمية والغير رسمية على الصعيد المحلي والإقليمي، حيث يتسبب في تشويه صورة الأشخاص بنشر الأكاذيب والتضليل في مواقع التواصل الاجتماعي إذ يستخدم المهاجمون التغريدات والمنشورات المزيفة للتأثير على الرأي العام بين الناس ولتشويه صورة الأطراف المعنية في الحرب أو لترويج أجنداتهم الخاصة. نحن ندرك ان مواقع التواصل الاجتماعي في عصرنا الحالي تلعب دورًا حيويًا في نقل الأخبار والآراء، ولكن مع هذا الدور الإيجابي يظهر جانب مظلم يتمثل في ظهور الصفحات المشبوهة، المعروفة بـ «الذباب الإلكتروني»، والتي تستهدف إشاعة الفتنة بين الدول العربية حيث يتمثل هدف هذه الحسابات الوهمية في نشر محتوى مضلل وزعزعة الاستقرار وإثارة النعرات بين الشعوب التي تعتمد على استغلال الفراغات الاجتماعية والسياسية لتكوين تصورات خاطئة بغرض إشعال فتيل الاضطرابات وتأجيج الخلافات بين المجتمعات العربية وهذا ما نشهده الآن بشكل كبير وملحوظ لمحو الصورة الحقيقية للأحداث. وعلى سبيل المثال، قد تروج هذه الصفحات لشائعات كاذبة حول أحداث هامة، مثل تحريف الأخبار أو تداول معلومات ملفقة بغرض التأثير على الرأي العام، كما تتلاعب بالعواطف والانتماءات الوطنية لدفع الأفراد نحو التصديق في المحتوى الضار. وما يميز الذباب الإلكتروني بالتنكر الماهر واستخدام أساليب ذكية لتضليل المستخدمين، حيث يتنكرون بشخصيات يقطنون في دولة معينة ومنها ينشرون محتوى يبدو وكأنه موثوق به، ولكنه في الواقع يحمل رسائل مشوبة بالتحيز والعنصرية ولا يمت بالدولة وأفرادها بصلة. ولحماية أمان الفرد والمجتمع، يجب على مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي أن يكونوا حذرين ويتأكدوا من مصدر المعلومات قبل نشرها أو التفاعل معها. كما يتوجب على المنصات الرقابية والحكومات اتخاذ إجراءات صارمة لمكافحة هذه الظاهرة وتعزيز الوعي بأخطار الذباب الإلكتروني. وبالنهاية؛ يتطلب التصدي لظاهرة الصفحات المشبوهة على وسائل التواصل الاجتماعي تعاوناً دولياً وجهوداً مشتركة من قبل الحكومات والشركات التكنولوجية، ويجب تطوير آليات فعّالة لرصد وحجب الحسابات الزائفة وتحليل أساليب الإشاعة الرقمية بالإضافة إلى ذلك، يتعين على المستخدمين تعلم كيفية التمييز بين المحتوى الصحيح والمزيف، وتوجيه اهتمامهم إلى المصادر الموثوقة.