11 سبتمبر 2025
تسجيلتحدثت في مقال سابق عن بعض العملاء الذين يقاومون التغير ومحاولة عدم الاستجابة للمعالجة، وهو مؤشر على وجود مكسب ثانوي متعلق بالمشكلة، فقد يكون الشخص قد تعرض للتعجيز في طفولته، وهو يبحث عن طرق لاستعادة قوته ويريد أن يسيطر، والحل هنا بيد المعالج في حل المشكلة التي جعلته يشعر بالاستياء أثناء طفولته، حيث غالباً ما يغذي غضبه واستياءه بمقاومة التغير، ويجب على المعالج هنا السؤال عن علاقته بوالديه وعلاقة الوالدين ببعضهما البعض أثناء طفولته، حيث إنه قد تكون هناك آثار لصدمات وممارسات محزنة من فترة التنشئة الاجتماعية. فعندما تخرج الصدمة من الجسم يخرج التوتر والألم الجسدي، ويحصل الجسم على دورته في إكمال الصدمة، التي تحدثنا عنها في بداية مقالات التشريح الميتافيزيقي ومثال الأسد الذي يطارد الغزال، فالغزال تكون لديه صدمة وهي الخوف من الموت ويظل في حالة ركض واختباء من الأسد، وعندما يصل لمنطقة يشعر فيها بالأمان يظل يرجف ويرجف فيتخلص جسمه باستجابة غريزية وهي الرجفة ليشعر بالراحة ويستعيد توازنه، وبعد ذلك يذهب ليعود إلى القطيع. وهناك نوع من العملاء الدراميين، والذين يزيد بحثهم للحصول على القبول والحب والتأييد من المعالج، وبذلك لا نعالج الصدمة بل نساهم في تثبيتها، والحل بأن يكون المعالج محايداً دون لمس العميل حتى عندما يبكي نقول له (أنا أقدر دموعك وأرى أنك مستاء، دعنا نركز على سبب بكائك وحزنك) ولا نعطه منديلاً فقد يكون لديه انطباع بالارتياح فقط نترك له كوب ماء ومنديلاً يستخدمه عند حاجته، وبذلك نعرف أنه قد أنهى صدمته، لربما أحياناً يحتاج العميل إلى البكاء أو الصراخ ليعبر عما في نفسه من غضب أو حزن أو مشاعر محزنة خرجت على السطح في هذه اللحظة. وهناك أيضاً العملاء اللوامين الذين يلقون اللوم على الآخرين جراء الظروف القاسية التي يعيشونها، حيث يجدون أنه من الأسهل إلقاء اللوم على الآخرين حتى لا يتعين عليهم مواجهة أخطائهم وتحمل مسؤولية مشاكلهم، ويقعون في حالة الضحية، ويحتفظون بالأشخاص والظروف والمواقف حيث يكون لديهم سبب لإلقاء اللوم على شيء ما أو شخص ما، فتجب معالجة مشاعر الغضب والاستياء والتي تصل للانتقام وعدم الرغبة في تلقي المساعدة من أي أحد حوله، فإحساسهم بالفشل وتحويل هذه المشاعر لشخص آخر وفقدان الثقة بالنفس، فيجب على المعالج خلال الجلسة الكشف عن أسباب ذلك، وما الفائدة الخفية من فقدان هذه الثقة وهل تمت الإساءة إليه وما أسباب هذه الإساءة، وذلك من خلال إدارة الحوار بطريقة ذكية. ◄ خاطرة،،، إن السلام كالحرب، معركة لها جيوش وحشود وخطط وأهداف، والثقة بالنفس معركة ضد كل مضاعفات الهزيمة (أنايس نين). [email protected]