14 سبتمبر 2025

تسجيل

قطر وحصاد دبلوماسي متميز

30 ديسمبر 2020

خلال عام 2020 م استطاعت دولة قطر أن تواصل مسيرتها الدبلوماسية بكل قوة، وأن تكون من الدول التي يشار إليها بالبنان لكونها صمدت في وجه الغدر والخيانة، وأن تتصدى لكل التحديات بذكاء شديد. فعلى الصعيد الخارجي، واصل سمو الأمير - حفظه الله - محادثاته مع زعماء العالم، وكانت خطاباته في المنصات الدولية شاهدة على هذا البروز الذي جعل من قطر تلك الدولة الصغيرة متفوقة على بعض الدول الأكبر منها مساحة، إذا علمنا أن الأمم لا تقاس بالحجم ولا بعدد السكان بل بما تحققه من إنجازات ونجاحات جعلتها محط أنظار العالم أجمع. كما كانت حوارات وتصريحات نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري شاهدة أيضاً على ظهور هذا الدور للدبلوماسية القطرية، التي ظلت حاضرة في المشهدين الإقليمي والدولي طوال أيام عام 2020 م، وهو ما يؤكد مصداقية هذا الدور في الذود عن قطر والدفاع عنها في كافة المناسبات والأحداث التي مرت خلال الفترة الماضية، وأظهر حقيقة عدالة قضيتنا، وأن الحصار الذي فرض على قطر منذ عام 2017 م جعل من الدبلوماسية القطرية أنموذجاً يحتذى به كشاهد على الأحداث التي شهدتها المنطقة، حيث كانت تتبع نهج الوسطية في التعليق والتعقيب على ما يجري في المنطقة دون التحيز لطرف على حساب الطرف الآخر.. ولعل هذا العامل هو الذي اكسب دولة قطر تعاطف كافة دول العالم معها في السراء والضراء. الأمر الآخر المهم أن الدبلوماسية القطرية كانت تتخذ من أسلوب المطالبة دائماً بالتهدئة في تصريحاتها حتى تنعم كافة الدول بالأمن والأمان لتحاشي أي حروب تصادمية في المنطقة لا قدر الله. ولعل جائحة كورونا (كوفيد - 19) كانت الحدث الأبرز الذي أثر في المشهد السياسي خلال هذا العام، حيث كانت قطر من أولى الدول التي ساهمت بمد يد المساعدة لكافة أقطار العالم دون استثناء سواء كانت مادية أو طبية. ولعل أحداث لبنان الأخيرة من خلال انفجار مرفأ بيروت وما وقع فيه من أضرار لا تعد ولا تحصى، كانت من المحطات المهمة في نجاح الدبلوماسية القطرية، حيث تبرع سمو الأمير ومن بعده الشعب القطري بمبلغ مالي سخي يسجل لقطر بكل فخر في وقوفها مع الشعوب العربية وقت الأزمات. أضف إلى ذلك أن الدبلوماسية القطرية كانت وما زالت تدافع عن القضية الفلسطينية - كعادتها – بجانب وقوفها مع الشعوب العربية المظلومة وما يقع عليها من طغيان واستبداد وغياب للعدالة الاجتماعية كما هو الحال في اليمن وسوريا. ونجحت الدبلوماسية القطرية في التعامل بنجاح مع القضية الليبية وانتصاراً للحكومة الشرعية التي انتخبها الشعب الليبي. في الختام: لابد من الإشادة باتفاق السلام الأفغاني الذي لعبت فيه قطر دوراً تاريخياً من أجل السلام العالمي. كلمة أخيرة: قطر كانت وستبقى «كعبة المضيوم» لكافة الدول والمؤسسات والمنظمات الإقليمية والدولية لما فيه خير الشعوب والدول، وستبقى الدبلوماسية القطرية علامة متميزة في تاريخ العرب الحديث إن لم تكن على مستوى العالم. [email protected]