13 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); العمليات الإرهابية في الشرق، هي حالة طبيعية، وجزء من الحياة، من الممكن أن يصادفها أي شخص كل يوم، هي عمليات موت وقتل.العمليات الإرهابية في الغرب، هي حالة غير طبيعية، متناقضة مع المجرى الطبيعي للحياة، لا يمكن أن تحدث عادة. الأشخاص الذين يفقدون حياتهم جراء عمليات إرهابية في الشرق، هم عبارة عن أرقام يجمعون ويستخدمون في الإحصاءات الدورية.صورة أي شخص من ضحايا الهجمات الإرهابية في الغرب، تحمل الكثير من المعاني والعديد من القصص الدرامية المؤثرة. ينظر إلى الهجمات الإرهابية في الشرق، على أنها بلاء عظيم ولعنة يستحقها البلد وأهله.فيما ينظر إلى الهجمات الإرهابية في الغرب، على أنها بلاء عظيم لا يستحقها ذلك البلد المتحضر وأهله المتمدينون.عندما تقع أي هجمة إرهابية في الغرب، يعقد رئيس الولايات المتحدة الأميركية مؤتمرًا صحفيًا على الفور يقول فيه "إننا نعتبر هذا الاعتداء بمثابة اعتداءٍ مباشر يستهدفنا".أما عندما يقع هجوم إرهابي في الشرق، فلا يعتبر ذلك معلومة أو خبرا له قيمة يمكن تقديمها للرئيس الأميركي، وإذا وقع ذلك الهجوم في بلد كتركيا، وبلغ عدد الضحايا أكثر من مائة شخص، فيمكن وقتئذ أن يعرب أحد المتحدثين باسم الرئيس عن تعازي بلاده في بضع كلمات.عندما يحدث أي عمل إرهابي في الغرب، تصف التصريحات ذلك العمل المستهجن بأنه يستهدف "نمط الحياة الغربية، حضارتها، والقيم العليا للمجتمعات الإنسانية".أما عندما يحدث أي عمل إرهابي في الشرق، فتصفه التصريحات بأنه عملية استهدفت "محطة للقطارات، أو مسجدا، أو أحد مركز التسوق".عندما يقع عمل إرهابي كبير في الغرب، يقولون بأنه شكل "نقطة تحول مفصلية في تاريخ العالم، وأن شيئًا لن يكون كمان كان في السابق".أما عندما يقع ذلك العمل الإرهابي في الشرق، فإن الجميع يكتفي بمقارنته بعملية كبيرة أخرى سبقته.عندما يقع عمل إرهابي في الغرب، ويكون مرتكبوه "أشخاصا ملتحين يطلقون التكبيرات" فإنهم لا يكتفون بمحاربة المنظمات الداعمة للعملية فحسب، بل يجعلون جميع البلدان الإسلامية تدفع ضريبة ذلك العمل.أما عندما يقع عمل إرهابي مماثل في الشرق، فلا تدفع أي من الدول الغربية التي تقدم دعمًا علنيًا أو سريًا للمنظمة المنفذة ضريبة ذلك العمل، وتبقى تتصرف كأنها بعيدة كل البعد عن تبعات ما حدث. عندما يقع عمل إرهابي في الغرب، تدين وسائل الإعلام ذلك العمل الإجرامي الفظيع، ومرتكبيه، وتلقي باللوم على أطراف خارجية.أما عندما يقع عمل إرهابي في الشرق، فإن وسائل الإعلام في البلاد، تتهم رئيس البلاد، ورئيس الوزراء، ورئيس الاستخبارات، بالمسؤولية عن تلك الجريمة.عندما يقع عمل إرهابي في الغرب، فإن وسائل الإعلام تمتنع عن نشر صور أشلاء الضحايا الدامية، التي من شأنها نشر الذعر والخوف والشعور بالصدمة بين المواطنين.أما عندما يقع عمل إرهابي في الشرق، فإن وسائل الإعلام تعمد إلى بث أكثر الصور ومقاطع الفيديو دموية، مظهرة أشلاء الضحايا، المتناثرة ذات اليمين وذات الشمال. عندما يقع عمل إرهابي في الغرب، فإن الإعلان عن ضرورة الأخذ بالثأر، وإعلان حالة الطوارئ، وشن حرب على بلد آخر، مسألة طبيعية لا جدال فيها.أما عندما يقع ذلك العمل في الشرق، فإن أي خطوة يمكن اتخاذها على صعيد محاسبة الجناة، أو شن أي عملية عسكرية ضد المنظمة الإرهابية، يستدعي إعراب قادة الغرب عن "القلق، والحزن العميق" حيال التطورات الجارية. عندما يقع أي عمل إرهابي في الغرب، فإن الطبقة المثقفة لا تفتش عن دوافعها أبدًا في ملفات "الإبادة الجماعية" التي ارتكبت ضد الشعوب الأخرى، أو في سنوات الاستعمار والاحتلال والاستغلال والتمييز. إنما يفتشون عن الأسباب دائماً في انتماءات الإرهابيين الدينية أو الإثنية، ويناقشون تخلف مجتمعاتهم وتأخرها عن ركب الحضارة العالمية. أما عندما يقع اعتداء مماثل في الشرق، فإن المثقفين يرجعونه إلى "المعتقدات الدينية، وفشل نظام التعليم، الذي يخلق جيلًا من الإرهابيين في البلاد".في الغرب، المغذي الرئيسي للإرهاب في جميع أنحاء العالم، هو النظام غير العادل والجشع وعدم تقاسم الموارد بشكل عادل. في الغرب، إنكم على حق بقدر ما تمتلكون من سلطة وقوة.أما في الشرق، فأنتم مذنبون بقدر ما أنتم ضعفاء.