19 سبتمبر 2025
تسجيلمن المهم إن أحببت أن تلعب دوراً إيجابياً مع إنسان حزين، أن تتعاطف معه دون أن يظهر منك الشفقة معه لأن تلك الشفقة ستزيد من معاناته، وسيشعر بالضعف وأنه قد وصل الى مرحلة أن يشفق الآخرون عليه، فإن العادة أن الإنسان لا يريد أن يظهر أمام الآخرين بالانكسار والحاجة الى الشفقة منذ البداية.. فهكذا هي النفس البشرية. أي أحد منا جاءت عليه فترات وفترات، كان بحاجة إلى من يشكي إليه همه وحزنه.. هموم المستقبل أو أحزان الماضي، أو صراعات الحاضر.. إن أوقاتاً كثيرة تدفعك الهموم والأحزان دفعاً إلى أن تبوح بما في نفسك لشخص آخر له عندك درجة عالية وثقة كبيرة.البشر في التعامل مع أحزان الآخرين، أصناف وأنواع .. منا من يجد في الاستماع والإنصات الى الآخرين وهم يتحدثون عن همومهم وأحزانهم ومشاكلهم الآنية أو اليومية، نوعا من المهارة يمتلكونها ويستثمرونها في التنفيس عن أحبابهم وأصدقائهم. البعض الآخر منا تجده يزيد الحزين حزناً والمهموم هماً حين يبدأ بتقريعه وإلقاء اللوم عليه في ما وصلت به الأمور.. والبعض الآخر كما أسلفنا، يلعب دور المشفق المتعاطف وهذا أيضاً لا يفيد لأنه باعث على مزيد من الحزن والضعف والإحباط . مواقف الشدة والآلام لا تحتاج إلى التعاطف والشفقة، بل تحتاج إلى إعلاء الهمم وبث الطاقات الإيجابية من جديد وشحن القلب والعقل للبدء مرة أخرى، فالحياة لا تتوقف وكذلك الإنسان لابد أن يستمر. نعم إنه ينتكس لكنه لا يتوقف أو هكذا يجب أن يكون المرء منا.. يقوم ويدخل معترك الحياة مرة أخرى ويواصل المسير، وهذا ليس باليسير إن كان من يحيط به متعاطفين مشفقين يشاركونه أجواء الحزن والإحباط دون حلول عملية تخرجه مما فيه. هذا ما يجب أن يلعبه أي أحد منا وهو في مواقف الشدة والحزن مع الآخرين. الاستماع إليه ومناقشته في كل ما أدى به إلى الموقف الذي يعيشه من دون اتهامات بالتقصير أو إلقاء اللوم عليه، فهذا يأتي في مرحلة لاحقة، من بعد أن يفيق من صدمة الموقف الذي يعيشه، ومن ثم معاونته على الوقوف ومواجهة الموقف حتى إذا ما استفاق من صدمته وبدأت الحياة تعود إليه وواصل المسير، ندخل معه بعد حين من الدهر، مواقف التفكير العقلاني فيما حصل ووضع النقاط على الحروف كما تقول العامة، بحيث يتم التعرف على الأسباب وبالتالي تجنبها مستقبلاً.. وهذا أجده أفضل هدية نقدمها للحزين والمظلوم وكذلك المقهور ومن على شاكلتهم يعيشون.