11 سبتمبر 2025

تسجيل

الحوادث المرورية (مسؤوليتنا)

30 ديسمبر 2013

شهدت الفترة الأخيرة وقوع العديد من الحوادث على الشوارع الرئيسية وأخرى على شوارع وتقاطعات ومنحنيات بمواقع حيوية وأحياء سكنية، تعددت صور وقوع الحوادث والأضرار واحدة (مادية وبشرية)، قد تختلف درجات خطورتها وخسائرها لكن تبقى الحوادث فى كافة صورها تشكل مصدر (رعب) لغالبية أولياء الأمور خوفاً على تعرض أبنائهم لمثل هذه الحوادث التي تصل إلى درجة (المميتة) فى بعض الأحيان أو الكثير منها، وبنظرة موضوعية نجد أن أغلب الحوادث تقع بسبب (التجاوزات) المرورية، وليس نتيجة أخطاء الطرق أو غياب تنظيمها وتطويرها كما يحدث فى بلدان كثيرة حول العالم، أو نتيجة قصور فى حملات التوعية فهي مستمرة "طوال العام"، كما أنها ليست نتيجة افتقار السيارات لشروط الأمن والسلامة فالفحص الفني للسيارات قبل تجديد تراخيصها يضمن صلاحياتها. أرى كما يرى الغالبية من حولي "يومياً" على الطرق أن التجاوزات المرورية هي أهم مسببات وقوع الحوادث، سرعات جنونية وتنقل البعض بين مسارات الطرق بدون مراعاة لحقوق الغير وتجاوز السرعات المحددة على الطرق مع مراعاتها "فقط" بالقرب من الكاميرات وأماكن الرادارات، وقيام البعض من شبابنا وربما من هم أكبر منهم بإرباك من يسيرون أمامهم فى أقصى اليسار "دون منحهم" فرصة القيام بإفساح الطريق لهم دون التعرض لحوادث مميتة، كل هذه التجاوزات وغيرها تنبع من أنفسنا وسلوكياتنا الخاطئة التي مازالت "ترتكب" لتهدد باستمرار وقوع الحوادث بدرجاتها المختلفة وتعرض مستخدمي الطرق لمخاطر وخسائر لا تقتصر على الماديات فقط. برغم انخفاض نسبة الحوادث المرورية فى قطر مقارنة بدول مجاورة وأخرى فى مختلف أنحاء العالم، إلا أن الجهات المختصة فى الدولة تعمل على مواجهة "التجاوزات" للحد والقضاء على أهم مسببات وقوع الحوادث، فعاليات وحملات مستمرة للتوعية فى المدارس والجامعات والشوارع وكافة الأنحاء، حملات مستمرة للتوعية بأهمية الالتزام باللوائح والقوانين وتعليمات المرور، والسؤال الذي يطرح نفسه هل تحملت الأسرة مسؤوليتها فى هذا الأمر؟ إن قيام بعض الشباب بتعديلات سياراتهم "مغتنمين" فرصة غياب الرقابة الأسرية عليهم يتوجب على كل طرف "الأبناء وأولياء أمورهم" القيام بواجباتهم تجاه بعضهم وغيرهم والمجتمع، كما يتوجب على مستخدمي الطرق الالتزام بالسرعات المحددة وفى حال رغبة البعض فى تجاوز أقصى سرعة على الطريق "عدم" إرباك" الآخرين بالإنارة أو الانقضاض على سياراتهم من الخلف، تصرفات شائنة تهدد حياتنا وحياة الآخرين، هواتف نقالة وبرامج تواصل تفقدنا التركيز فى القيادة واستعراضات وسرعات جنونية وتعديلات على السيارات وسلوكيات "فى مجملها" تؤكد أن النسبة الأكبر من الحوادث المرورية هي "مسؤوليتنا"، وليست مسؤولية الجهات المختصة فى الدولة، الحوادث المرورية مسؤولية مرتكبي التجاوزات وعلى مثل هؤلاء تقويم سلوكياتهم لحماية أنفسهم وغيرهم من مخاطر وقوع الحوادث، والله من وراء القصد.