15 سبتمبر 2025

تسجيل

مجلس التعاون الخليجي وتحديات المرحلة

30 ديسمبر 2012

 لقد كان قيام مجلس التعاون الخليجي من الضروريات للمرحلة لمواجهة الأخطار التي تمر بها هذه المنطقة المهمة من العالم لما تواجهه من أخطار، ولا شك أن الموقع الاستراتيجي والأهمية الاقتصادية لهذه المنطقة والمحافظة على الهوية، إضافة إلى الظروف الصعبة من أطماع وتحديات أحداث مجاورة فرضت أن يقوم أعضاء المجلس بدور مهم في التعاون، إضافة إلى دور إقليمي وعربي لتحقيق الاستقرار في المنطقة. وقد فرضت حربا الخليج الأولى والثانية على الجميع العمل المشترك في كل النواحي، إلا أن ذلك لم يحقق الطموحات التي ينشدها المواطن في المنطقة مما يستدعي القيام بخطوات إيجابية تقتضي التنازل عن بعض التحفظات للصالح العام ولسيادة واستقرار المجلس. وقد برزت التهديدات الإيرانية كأحد هذه التحديات وحاولت دول المجلس بشكل منفرد وبكل الوسائل التهدئة والحوار، ولكن ذلك قوبل بشيء من الاستعلاء والكبر واللعب بهذه الورقة للوصول لأطماع الهيمنة وعودة المشاكل السابقة ورفض حل القضايا عبر الحوار، وذلك وفق أجندة مخفية تارة ومعلنة تارة. وقد شكلت قضية الجزر الثلاث الإماراتية والتهديد بإغلاق مضيق هرمز، إضافة إلى تهديد البحرين وسيادتها واللعب بقضايا الأقليات والإثارة ومحاولة التطويق من خلال احتلال العراق وفرض الطائفية واستخدامها كسلاح لفرض خريطة جديدة في المنطقة، ثم استخدام الورقة اليمنية من خلال دعم الحوثيين والسعي لانفصال صعدة والجنوب ودعم الجماعات المتطرفة للوصول لحرب أهلية وعرقلة المبادرة الخليجية لاستقرار اليمن وإشعال الحرب حرصاً على وجود منطقة صالحة لتصدير الإرهاب والجماعات المسلحة إلى دول مجلس التعاون لإخضاعها للهيمنة الإيرانية، إضافة إلى التهديد بالممرات المائية في الخليج والبحر الأحمر والمناورات العسكرية البحرية لاستعراض القوة، كل ذلك لم يعد يهدد دولة بعينها وإنما المجلس والدول العربية جميعاً. كل ذلك اقتضى السير بخطوات أكثر عملية وتجاوز مرحلة البيانات والمجاملات، لذا كانت مبادرة المملكة العربية السعودية لوحدة الخليج والانطلاق إلى مرحلة الوحدة التي هي ليست على حساب سيادة الدول، وإنما للعمل ككيان واحد لعدم وجود أي مبررات لتأجيل ذلك حرصاً على المنطقة وتجنيبها الصراعات والحروب التي كلفت تلك الدول في السابق المليارات التي كانت على حساب التنمية، إضافة للهوية الإسلامية العربية للمنطقة ولم يعد هناك خيار سوى هذا والعالم اليوم يسير نحو هذا الاتجاه على الوجود وجمع الطاقات والإمكانيات للسير نحو الهدف المنشود وتحقيق الاستقرار بكل أشكاله والحفاظ على برامج التنمية للمواطنين، ولدور المجلس في العمل العربي والإسلامي المشترك. وقد برزت أحداث في الظروف الراهنة تهدد كيان المجلس ولأن العالم اليوم أصبح قرية صغيرة والتواصل أصبح سهلاً، فمن السهل وصول أفكار وتيارات قد تؤثر سلباً على المنطقة، كما برزت تحديات واضحة في البحرين والكويت وغيرهما مما يستدعي العمل المشترك. ولذلك لابد من توحيد الجيوش وقيام السوق المشتركة والعمل الجماعي، إضافة إلى حماية الشباب من الأفكار الدخيلة والمنحرفة والتي تستهدف الشباب، فمن الضروري أن يفكر قادة المجلس بالثروة العظيمة المهمة وهي الشباب والحفاظ على هويتهم وحمايتهم ليكونوا عامل بناء وتنمية لا عاملا يتم اختراقه مما يسبب خللا ونقطة ضعف. لذا لابد من دراسة أوضاع الأسرة والتعليم والإعلام والثقافة والتركيبة الاجتماعية والسلوكية ومحاربة الغزو الفكري والسلوكيات الدخيلة والأمراض الفكرية المنحرفة والمخططات لتمييع دور الشباب والقضاء على توجيهاتهم مما يضر بالمنطقة وهذا يحتاج إلى جهد كبير وعمل جاد ودراسة جذرية وعميقة وحلول عاجلة للحفاظ على الهوية الإسلامية العربية وعلى العادات والتاريخ والصفات التي عرفت بها المنطقة من أخلاق وعادات حسنة وكيفية التعامل مع قضية الأصالة والمعاصرة وتحصين المواطنين من الغزو والأفكار الدخيلة، كما يجب على المجلس أن يتخذ قرارات شجاعة للوصول لبرنامج اقتصادي ودفع السوق المشتركة للعمل ومناقشة التنمية الذاتية وثقافتها لدى المواطن والتركيبة السكانية والديمغرافية وأثرها في سلوكيات وهوية المنطقة. ومن المهم أيضاً استقرار أوضاع دول الجوار وحمايتها. وكان لاهتمام دول الخليج باليمن خطوة عاقلة وشجاعة ودمج اليمن في المنطقة وعدم السماح لأي جهة كانت باستغلال أوضاع اليمن للإضرار واللعب باستقرار وأمن المنطقة، وذلك من خلال التمسك بالمبادرة ووحدة اليمن واستقراره، إضافة إلى الاهتمام بالعراق ووضعها ورفض سياسة الأمر الواقع الذي يهدد المنطقة، وكذلك الممرات المائية والتهديدات والوقوف بكلمة واحدة وصف واحد للدفاع عن سيادة البحرين وسيادة الإمارات على جزرها الثلاث والتحرك في المحافل الدولية والضغط بكل الوسائل السلمية المشروعة في ذلك.