29 سبتمبر 2025
تسجيليخطئ من يعتقد أو يظن أن العراق تحرر من الاحتلال الأمريكي رغم انسحاب القوات الأمريكية، ويخطئ أيضاً من يعتقد أو يظن أن الحكومة العراقية الحالية برئاسة نوري المالكي هي حكومة وطنية عراقية، ويخطئ أيضاً من يعتقد أو يظن أن المعارضة العراقية هي معارضة وطنية عراقية. فالاحتلال الأمريكي رغم انسحاب القوات العسكرية لا يزال محتلاً للعراق سياسياً، لأن الهدف من غزو واحتلال العراق كان لتحقيق هذه الأهداف السياسية والمتمثلة في تقسيم العراق إلى كيانات مذهبية وطائفية وعرقية وقومية وهذا ما حققه الاحتلال على أرض الواقع العراقي الآن وفرضه الدستور الحالي للعراق الذي رسمه وخطط له الحاكم الأمريكي – بريمر – بعد الاحتلال، فهذا الدستور هو الذي قسَّم العراق إلى سُنة وشيعة، إلى أكراد وعرب، وقسَّم العراق إلى مناطق كردية وعربية، وإلى سنية وشيعية، وهذه التقسيمات نجدها الآن في صراع مخيف ومرعب ويمكن أن يؤدي إلى تكريس تقسيم العراق، خاصة إذا تذكرنا أن الأكراد في شمال العراق الآن يرفضون دخول الجيش العراقي إلى مناطقهم، بل إنهم أطلقوا النار على طائرة تابعة للجيش العراقي عندما اقتربت من مناطق نفوذهم بالشمال وهذا يعني أن شمال العراق أصبح خارج السيطرة للحكومة العراقية المركزية مما يمهد لدولة انفصالية وهذا ما هدد به زعماء الأكراد أنفسهم ومنهم مسعود البرزاني. الآن وفي هذه الأيام نشاهد ونسمع هذا الصراع ما بين السنة والشيعة، خاصة تلك المظاهرات الحاشدة في الرمادي والفلوجة والموصل وسامراء وهي مناطق سنية وتطالب بمطالب عادلة ومحقة بالإفراج عن المعتقلين والمعتقلات ونبذ الطائفية وتحقيق المساواة بين أبناء الشعب العراقي وهذه المطالب مشروعة ويشاركهم فيها كل الشعب العراقي سنة وشيعة وأكراد وتركمان وصابئة وكل الطوائف والمذاهب العراقية، لكن هذه المظاهرات أخذت وجهاً طائفياً أيضاً واتهمت بأنها سنية رغم أن الإخوة العراقيين الشيعة يساندون هذه المظاهرات والمطالب المشروعة. وهذا يؤكد أن هناك خللاً في النظام العراقي وهذا الخلل لابد من معرفته وإيجاد الحلول له قبل أن يستفحل الأمر ويذهب العراق إلى حرب أهلية تحرق الأخضر واليابس لا سمح الله. إن الخلل والعيب يكمن باعتقادي في "آثار" الاحتلال الأمريكي التي لا تزال موجودة حتى الآن رغم انسحاب القوات العسكرية الأمريكية ولعل أبرزها وأهمها إلغاء دستور –بريمر – فوراً وكتابة دستور جديد للعراق يعيده إلى حضن أمته العربية ويحقق العدالة للشعب العراقي ويرفض الطائفية والعرقية والمذهبية والقومية وهذه هي الخطوة الأولى لإزالة آثار الاحتلال للعراق. ولعل الخطوة الثانية والمهمة أيضاً المطالبة بطرد ومعاقبة ومحاسبة ومحاكمة كل العملاء والخونة الذين جاءوا على ظهور الدبابات الأمريكية أو الذين تسللوا خلفها ومنهم حكام العراق الحاليون الذين نصبهم الاحتلال.