17 سبتمبر 2025
تسجيلخطيب الجمعة - يحفظه الله- له مكانة ودور في التوجيه والإرشاد، والإيضاح والتصحيح، وكل له طريقته وأسلوبه - وهذا لا خلاف عليه - وتوصيل ما يريد أن يوصله من على المنبر، ومن يرتقي هذا المنبر عليه أن يكون على قدر المسؤولية والاهتمام والتمكن- وهنا لا نعمم، ولا نقصد أحدا بعينه - وإنما هو كلام عام يجدر بنا أن نهتم به، حتى يكون لخطيب الجمعة تأثير وصدى ومحرك للمشاعر والعقول ويلامس قلب من يأتي ويستمع الخطبة، ولا يكون هم الخطيب أن يُسرد كلاماً إنشائياً ويؤدي دوره الأسبوعي، وينزل من على المنبر ويصلي ويخرج ولا يجلس بعد انتهائه من الصلاة. فهذا يريد أن يسأل، واخر يريد أن يستوضح منك أيها الخطيب فيما قلته في خطبتك، فلا تستعجل بالخروج رحمك الله اجلس لهم!. بالله عليكم أمة تعيش في محنة كبيرة، ويأتي خطيب ويتحدث عن الزواج- ونحن هنا لا نقلل من أي موضوع يطرحه الخطيب- وأمة يقتل أطفالها وشيوخها ونساؤها، ويأتي خطيب ويتكلم عن الترفيه وآداب النزهة والرحلات، وأمة تهدم بيوتها على رأس ساكنيها، ويطرح الخطيب موضوعاً عن البيئة والاهتمام بها وكيف أمر الإسلام بالمحافظة عليها. وأمة تنسف مستشفياتها ويأتي خطيب ويبين أحكام السفر وآدابه، وأمة تُمحى مدارسها وتسوّى بالأرض ويأتي خطيب ويتناول موضوعاً عن التعامل مع غير المسلمين وأحكامه، وشعب يحاصر منذ أعوام من عدوٍ غادر فاجر فاشي قاتل مغتصب ويأتي خطيب ويعطي الحاضرين موضوعاً عن السلام معهم، وغير ذلك من الموضوعات التي في غير مكانها مع الأحداث التي تنزل على الأمة. نحن بالفعل نحتاج إلى خطباء - لا نعمم ونكرر ذلك - يعيشون واقع أمتهم ويتعايشون مع أحداثها ووقائعها ويربطونها مع آيات القرآن الكريم ربطاً صحيحاً وكذلك مع أحداث ووقائع السيرة النبوية، فهما نعم الهدي والمسير- ولا يفهم كذلك أننا نريد خطباً سياسية رنانة وصراخا من خطيب - يتحدث البعض ويقول نريد خطيباً يتعايش مع أحداث أمته ومجتمعه، ويربط الخطبة بالواقع ولا يتحدث يمنة ويسرة في خطبته. وما خطبة الجمعة إلاّ رسالة أو مجموعة رسائل محددة يرسلها الخطيب للمصلين المنصتين له. وهنا سؤال.. هل خطباؤنا - بارك الله فيهم- بحاجة إلى برامج تأهيلية ونشر ثقافة التفاعل مع أحداث الأمة والمجتمع في خطب الجمعة؟ «ومضة» يوم الجمعة من أجمل أيام الأسبوع فيها صلاة الجمعة وهي شعيرة من شعائر الإسلام وجامعة تجمع المسلمين، وفيها ساعة إجابة الدعاء ويا سعادة من يطلبها!. أيها الخطباء الكرام كونوا مع واقع أمتكم ومجتمعاتكم في خطبكم!.