11 سبتمبر 2025

تسجيل

قطر تضيء شعلة الحلم العربي في كأس العرب

30 نوفمبر 2021

كان العقد الأخير حافلا بالأحداث المؤلمة على مستوى الوطن العربي، ارتفع فيه منسوب الفرقة والشرذمة بين الدول العربية وتفاقمت الأزمات في ظل التحولات الكبرى في الأقليم، حتى كاد المواطن العربي ينسى الحلم العربي بالعمل المشترك وغرق في هموم البحث عن أمنه واستقراره وقوت يومه. وفي المقابل كانت قوى إقليمية تسعى مع الدول الكبرى لتقاسم مناطق النفوذ في الجغرافيا العربية. وكان للبنان النصيب الأكبر من هذا الواقع المؤلم حيث بلغ مرحلة خطيرة من الشرذمة والصراع جعلت هويته العربية في مهب الصراعات الإقليمية. لم يتقدم أحد في هذه المنطقة للبحث عن القواسم المشتركة والعمل على ما يجمع ـ وهذا شأن الحكماء ـ سوى قطر التي اختارت أن تحيي الحلم العربي وتكسر العتمة العربية بشمعة أمل اشعلتها عبر استضافة بطولة كأس العرب وهي أهم حدث على مستوى العمل المشترك. فقد غابت المناسبات العربية الجامعة. فيما كثر النافخون في نار الخلافات وتأجيج الصراعات. وعلى الرغم من هذا الواقع كانت قطر الأكثر إصرارا وإيمانا بالعرب وبطاقة الشباب العربي وقدراته. فقد سبق أن أهدى سمو أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مونديال قطر لكل العرب، حيث أعلن خلال تسلم راية المونديال من روسيا عام 2018: "باسم كل العرب نرحب بالعالم في مونديال قطر ". هذا المبادرة الرياضية الجامعة تعكس مدى حرص قطر على تجيير إنجازاتها لكل العرب وتسخير طاقاتها لاحياء الأمل العربي بالتلاقي على القضايا الجامعة وأولها الرياضة ثم الثقافة والاقتصاد. وإذا كانت قطر برعت بدبلوماسية الحوار والتلاقي عبر وساطاتها الناجحة فهي ايضا أثبتت نجاحها بدبلوماسية الرياضة التي تفتح آفاقا طيبة في جدران الجمود السياسي على المستوى العربي. وكان من ثمار هذه الدبلوماسية الحكيمة كسر العزلة العربية تجاه لبنان عبر زيارة الرئيس اللبناني العماد ميشال عون إلى الدوحة، الذي أعرب خلال محادثاته مع سمو الأمير عن أمله بان تكون الرياضة المدخل الطبيعي لجمع الشمل العربي دائماً. مهنئا قطر على نجاحها في استضافة وتنظيم كأس العرب ومشاركة الدول عربية. ومن المؤكد ان العمل العربي المشترك لايجاد حلول للازمات تصدر محادثات سمو الأمير مع كبار الضيوف من المسؤولين العرب على امل ان يعود الاستقرار قريباً إلى ربوع الدول العربية لتنهض شعوبها من جديد، وتسلك مسار التقدم والتنمية المستدامة. دبلوماسية قطر الرياضية تجعل لبنان الفائز الأول بكأس الأمل بعودة العرب إلى لبنان وعودة لبنان إلى الحضن العربي وكسر جدار العزلة عبر وساطة قطرية هي ثمرة محادثات الرئيس اللبناني مع سمو الأمير. وينتظر أن يبدأها رئيس الدبلوماسية القطرية سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية. كأس العرب في دوحة العرب تضيء شعلة الأمل العربي بأن ما يجمع العرب أكثر بكثير مما يفرقهم. [email protected] @hhamoush