11 سبتمبر 2025

تسجيل

تقنيات عالية تظهر في عدسات مكبرة ومصغرة

30 نوفمبر 2021

في الآونة الأخيرة أصبح المصورون محترفين بشكل مخيف، حيث انهم يتمكنون بكل احترافية من تصغير الأشياء الكبيرة الواضحة ومن تكبير الأشياء الصغيرة، كما أنهم بارعون جداً في ازاحة الأشياء من وسط الصورة لتصبح بمهارة عالية في زاوية الصورة. كم هي جميلة هذه التقنيات ان كانت في مكانها الصحيح ولكن من المؤسف والمؤلم أنها تقنيات انسانية ادارية نراقبها عن كثب في كثير من المؤسسات وجهات العمل التي برع بها بعض المسؤولين من استخدام تقنيات التصوير الاحترافية بكل جدارة، وكأن عدسته لا تلتقط الا ما أراد أن يركز عليه بضبط الاعدادات الخاصة في الكاميرا بناء على محاباته من الأشخاص أو أهوائه أو حتى طبيعة مشاعره التي يحملها للصورة لتظهر في ملامح الصورة المهنية أسوأ أنواع المشاعر السلبية المؤثرة بشكل مباشر على جودة العمل في تلك المؤسسات وعلى رغبة الموظفين في العطاء بالمقابل تضخم العدسة ببراعة الأنا لدى الموظف المحابي المتسلق وتعطيه اضاءات على محطات مختبئة في زوايا ضميره المهني فيشعر بالرضا والسعادة عن انجازاته الرائعة وادائه المتقن لينطلق بكل غطرسة. يشدو بصور وهمية من صنع العدسات الكاذبة. وتتكرر تلك الصور في مشاهد كثيرة فتراقب بعدها الكثير من المحاولات في تعديل الصورة عبر مجموعة من البرامج كالفوتوشوب أو كالقص واللصق، أو في بعض الأوقات في عمل مسح كامل للصورة ككل، والسؤال أين هي المشكلة؟ هل في المشاهد التي تُصور في بعض الأوقات فيبدع المصور في اختيار الزاوية التي تظهر جمالية المشهد وفي بعض الأوقات يتفنن في اختيار الزاوية الأسوأ ليلتقط صورته بناء على الاعدادات الخاصة في عدسته الخاصة بدون أي فلاتر؟!. نحتاج لأن يتحلى هؤلاء المصورون بأمانة المصور الاخباري الذي يبدع في نقل الخبر بكل مصداقية بدون أي تحيز في تسليط الضوء على كل زاوية في المشهد المهني وبعدها تنتقل هذه الصورة بكل شفافية وتطرح في استوديوهات تحليلية تحتوي على فلاتر الأمانة المهنية والصدق والاخلاص في العمل وتوضع في اطار العلم والمعرفة والتعلم وأخيرا تلمع بالاحترام. اذا تأملنا هذه المشاهد المصورة في الواقع المهني وكانت عدسة المصور بانورامية تلتقط المشهد المهني من الكل الزوايا سنحصل على صور مهنية جميلة مرضية لجميع الاطراف سواء كان المسؤول عن عملية التصوير او حتى الجمهور الذي سيشاهد هذه الصورة وتنتهي بمن يصنع الصورة نفسها وهو الموظف فتزيد من رغبته على التحسين المستمر وتطوير الاداء والتجدد في الأساليب ليحصل في كل مرة على صورة جميلة يعلقها بكل فخر على حائطه المهني. وقفة يحتاجها كل منا كم صورة حقيقية تُعلقها على حائطك المهني؟ وكم صورة لا تمثلك؟ وهل تشعر بالرضا من هذه الصور؟ ووقفة لك أنت أيها المصور ما هي الاعدادات الخاصة التي ضبطت عليها عدستك؟ هل تستخدم الفلاتر المهنية والمعرفة والعلم أم أنك تحمل العدسة الخاصة في قلبك؟. وقفات من زوايا مختلفة يحتاجها كل شخص يحمل أمانة مهنية سيُسأل عنها يوم القيامة!. مستشارة تربوية واخصائية تربية خاصة [email protected] @coachzainab81