19 سبتمبر 2025

تسجيل

الاحتشام المؤسسي

30 نوفمبر 2020

حينما تستفيد من أخيك ويستفيد منك في أي لقاء وحديث متبادل، ليس لأنه مجرد حديث فقط، ولكن الفائدة والإيجابية التي نخرج منها من خلال الحوار الثنائي أو المتعدد الأطراف. فقد جرى مع صاحبي نقاش جميل وماتع حول "الاحتشام المؤسسي" فقال لي: ما الذي تعرفه عن "الاحتشام المؤسسي"؟ فقلتُ له: وما الذي تقصده من هذا الكلام؟ فردّ عليّ، سألتك سؤال فجاوب عليه، فرددت عليه ما الذي يدور في بالك أفصح عنه لأستفيد منك يا أخي؟ فقال: أبشر سأقول لك ما الذي أريد أن أوصله لك حول هذا المعنى. أخي الكريم: عندما يأتي الواحد منا على كلمة الاحتشام على السريع يذهب تفكيره على احتشام المرأة، وما يُتطلب منها من احتشام في مكان العمل أياً كان في وزارة أو مؤسسة حكومية أو خاصة، وغير ذلك من مساحات العمل واللقاءات، فمساحاته متعددة الجوانب في بيئة العمل وغيره، وليس هو في اللباس، ولكن في أدب الحديث والتخاطب والاتصال بكافة جوانبه، وكذلك الاحتشام في المشية، وحسن التصرف والذوق العام، وفي الأماكن العامة كذلك. فقلتُ له: هذا صحيح. مع المزيد من الإيضاح؟ فقال: من الملاحظ أن هناك شريحة -ولا نعمم- غير ملتزمة بقيمة الاحتشام في العمل، فتقول لنا هذه الشريحة: هذا زمان ولّى وانقضى وذهب معه الاحتشام في أماكن العمل المختلفة. فقلتُ له: الآن توقف فهمتُ ما الذي تريد أن توصله من فكرة حول هذا المعنى. أخي أشاطرك الرأي حول "الاحتشام المؤسسي"، بمعنى أن المؤسسة في أي قطاع من الأعمال، هناك مجموعة من القيم والأخلاق ينبغي تساندها هذه المنظومة القيمية الأخلاقية في حركة أعمالها من الساعة الأولى دوام وحتى نهايته وعلى رأس قائمة هذه المنظومة "الاحتشام المؤسسي"، فلا يأتي أحد يتفلسف امرأة أو رجل ويقول إنها قيمة ولى عهدها مع زمانها المنصرم في أماكن العمل بشقيه الحكومي والخاص. فالاحتشام قيمة مؤسسية عليا وثقافة حية قائمة ولازمة لنا، ولا بد أن تسود وتعزز ويتم التأكيد عليها في واقعنا المؤسسي العملي، حتى ولو أتينا بشركات أخرى تعمل في بيئة العمل لفترة زمنية محددة، وقد يكون من بينهم ليسوا من بيئتنا ولا من ديننا، ولكن عليهم أن يلتزموا بقيمة الاحتشام المؤسسي ويقدروا مكان العمل حق قدره في كل شيء، وأن يوجهوا بالتي هي أحسن، وبالتأكيد ستكون الاستجابة من قبلهم إذا وجدوا هناك من يحترم هذه القيمة المؤسسية في بيئة العمل التي يعملون فيها. فهل يفقه الجميع هذه القيمة الراقية وهي من صميم أخلاق وقيم ديننا الإسلامي؟! وإلاّ فسلّم على المنظومة القيمية في أي مؤسسة إذا لم يكن فيها هذه القيمة الحية الناهضة، فهي ليست قانوناً يفرض، وإنما هي احترام وأدب مؤسسي يجب أن يُراعى ولا يمكن التغافل عنها في بيئة العمل وفي الأماكن العامة. فقلتُ له: ألا ترى أن "الاحتشام المؤسسي" ليس موجهاً فقط للمرأة في أماكن العمل، وإنما هو كذلك للرجل؟ فردّ عليّ نعم هذا صحيح، فعلى الرجل كذلك أن يأخذ المسلك الصحيح مع "الاحتشام المؤسسي"، وأن يرسم أجمل لوحة في بيئته المؤسسية وفي حركة حياته بصورة عامة، وهو قادر على أن يرسم هذه اللوحة الجميلة الراقية لقيمة "الاحتشام المؤسسي"، وهي كذلك قادرة على أن ترسم لوحة في منتهى الجمال لخلق "الاحتشام المؤسسي". فهل نسير في مؤسساتنا في الاتجاه الصحيح نحو هذا المعنى؟!. "ومضة" الاحتشام رسالة تحمل الكثير من مباهج الخير في مساحات حركة الحياة، وتعرفنا عن هوية أي مجتمع. [email protected]