18 سبتمبر 2025
تسجيلنعيش في زمن تنوعت فيه القراءة والمطالعة اليومية لأبنائنا القراءة الإلكترونية هي الأكثر سيادة وتأثيراً اليوم وبكل قوة مطلوب إدخال بعض التغييرات في الشكل والمضمون على الفعاليات في كل عام يتجدد موعدنا مع «معرض الدوحة للكتاب».. والمعارض مناسبة جميلة لإلصاق أولادنا وبناتنا مع القراءة والمطالعة واقتناء أفضل الإصدارات العلمية التي تعود عليهم بالفائدة. فقد قيل الكتاب هو الذي إن نظرت فيه أطال إمتاعك.. وشحن طباعك.. وبسط لسانك.. وجوّد بنانك.. وفخّم ألفاظك.. ومنحك تعظيم العوام وصداقة الملوك. ويأتي دور الأسرة والمدرسة في التشجيع المحفز على التفاعل مع هذه الظاهرة الرائعة.. بجعل الطفل يقرأ المزيد من الكتب سواء في مجال القصص أو السير أو الأدب أو العلوم وغيرها من المجالات التي لا يستغني عنها الجميع في مثل هذه المناسبات لكونها لا تعوض.. والأمر يتطلب أيضا أن تكون الأسرة راعية لهذا الجانب وبتشجيع لا يتوقف من قبل المدرسة والبيت معاً في جعل القراءة مفروضة على الجميع لتخريج جيل قادر على خدمة سوق العمل في المستقبل. الكتاب الورقي والكتاب الإلكتروني ومع تطور صناعة الكتاب الورقي.. إلا أن القراءة الإلكترونية باتت هي الأكثر هيمنة على عقول أبنائنا بفعل التطور الهائل في تكنولوجيا الطباعة والنشر.. وهذا يجرنا للحديث حول قضية مهمة تتعلق بكيفية تحفيز الأبناء وجذب انتباههم لهذه التظاهرة التي باتت مغيبة عنهم في هذا الوقت.. ولهذا فلابد من أن نزرع في نفوسهم عامل الجذب لا التنفير عن القراءة قدر المستطاع.. خاصة أن ثقافة الأبناء في هذه الأيام أصبحت إلكترونية لا ورقية. ما نتمناه في حقيقة الأمر أن الحاجة لا يقصد بها إقامة معرض سنوي للكتاب.. لأن القراءة يجب ان تكون على مدار السنة ودون توقف.. لكي تكون حاضرة في شتى المناسبات وكافة أوقات الفراغ حتى نربط الصغار قبل الكبار بهذه الاحتفالية الثقافية وجعلها جزءاً من حياتهم.. مع الاستفادة بقدر الإمكان من هذه التجربة بما يصقل مواهبهم وملكاتهم الفكرية والإبداعية. تطوير طبيعة معرض الكتاب ومعرض الكتاب مطالب دائما بالتغيير في شكل المعرض وبرامجه وفعالياته المصاحبة له، والتي تتشابه في كل عام وتكاد تكون متكررة في غالب الأحيان.. وهذا يحتم على الجهة المعنية بالتنظيم أن تسعى إلى التجديد وعدم الإبقاء على نفس الفعاليات السابقة بنفس الأنشطة ونفس الأسماء التي تدير عملية المشهد الثقافي.. فالتجديد بات مهماً لمسايرة التطور ومواكبة العصر في نشر ثقافة الكتاب بين أفراد المجتمع.. ولن يتحقق ذلك إلا من خلال وجود رؤية متجددة في الشكل والمضمون. كلمة اخيرة نتمنى أن تعمم تجربة معرض الكتاب السنوي لتقام بشكل شهري في المدارس والمؤسسات الثقافية لكي يصل الهدف من هذه المعارض ورسالتها الرائدة في خلق حراك ثقافي مستمر.. له مردوده الإيجابي على الأفراد والجماعات.. مع استغلال وسائل الإعلام بأنواعها المختلفة في التوعية وصولاً إلى الهدف المنشود في مثل هذه المعارض. [email protected]