13 نوفمبر 2025
تسجيلحاول الاحتلال الإسرائيلي منذ مدة طويلة ربط المقاومة بالإرهاب لكنه في العملية الأخيرة منذ 7 أكتوبر شن حملة كبيرة جدا لا هوادة فيها في الأيام الأولى للحرب القائمة على غزة، وتبنت حكومة الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية وبعض المنافذ الإعلامية الغربية جملا واضحة تربط بين حماس وداعش وقد ظهر هذا الأمر في خطابات بايدن ونتنياهو وغيرهما، ومع أن هذا التشبيه لا ينطلي على عاقل، فإنه من المهم أيضا منع انتشار هذه الدعاية السوداء وخاصة للرد على مروجي هذه الادعاءات لمن هم غير مطلعين على تفاصيل القضية الفلسطينية وعلى فكر الحركة وسلوكها المنضبط. وفي السطور التالية مجموعة من الفروق بين حركة حماس وداعش حيث تعد داعش تنظيماً يتبنى فكراً متطرفاً بينما تعد حماس حركة مقاومة تتبنى الفكر وسطي المعتدل. كما تعتمد داعش على العنف والقتل الجماعي حتى بحق مسلمين، بينما تحافظ حماس على كونها حركة معتدلة لا تستخدم القوة الا في مواجهة الاحتلال. وينظر الى داعش باعتباره تنظيما عابراً للدول، بينما تعد حماس حركة وطنية لها اهداف متعلقة بمواجهة الاحتلال فقط. وقد قامت داعش بتفجيرات في عواصم عدة واستهدفت العديد من الجهات فيما لا تستهدف حماس الا الاحتلال، وحتى الان لم تستهدفه الا داخل الاراضي المحتلة. وحول فكرة التغيير تعمل داعش على قلب النظام الاجتماعي في الاماكن التي تتواجد فيها فيما تعمل حماس عن طريق الاصلاح والتغيير الناعم المنسجم مع المجتمع. وفيما يتعلق بالشعبية لا يوجد شعبية لداعش في فلسطين بينما حماس هي الحركة ذات الشعبية الاكبر في فلسطين. ويعتبر عدد المنتمين لداعش من الفلسطينيين من اقل الدول مقارنة بجنسيات اخرى مما يدل على اختلاف الفكر. وحول موضوع الديمقراطية تؤمن حماس بالعملية الديمقراطية وقد خاضت انتخابات بلدية وعامة وفازت بنسبة كبيرة، بينما لا تؤمن داعش بالديمقراطية وتعتبرها كفرا وتعتبر المشاركة بها أيضا كذلك. وفي العلاقة مع الأقليات تؤمن حماس بحقوق الاقليات ولديها علاقات مميزة مع المسيحيين الفلسطينيين في غزة والضفة ولديها علاقات وزيارات متبادلة معهم وحتى مع يهود لا يؤمنوا بالصهيونية. بينما داعش لديها موقف حاد تجاه الاقليات. كما تؤمن حماس بدور المرأة ويوجد قيادات نسائية في المواقع القيادية للحركة ومن بينها المكاتب السياسية للحركة في كافة الأقاليم بينما قيدت داعش دور المرأة في مجالات محددة. كذلك الحال بالنسبة للموقف من التعددية تؤمن حماس بالتعددية بينما تعتبرها داعش خطرا وتهديدا. وحول الموقف من الحريات تؤمن حماس بحرية الصحافة وحرية التعبير وفق ضوابط واعراف فيما تعتبر داعش ذلك تهديدا للاسلام. أما حول العلاقات الرسمية فتمتلك حماس علاقات رسمية مع عدة دول في العالم وتعتبر حركة مقاومة مشروعة من قبل دول منها روسيا وتركيا وحتى مع اطراف اوروبية اضافة للدول العربية بينما لا تملك داعش اي علاقات رسمية. كما تلتزم حماس بالقانون الدولي اما داعش فترفضه. وبخصوص الموقف من التكفير لا تكفر حماس اي مسلم فيما ترى داعش ان هناك أقساما من المسلمين مرتدين ويجب قتلهم. وقد صرح رئيس حماس أكثر من مرة انه لا علاقة لحركة حماس بداعش. وقد رأت حركة حماس ان وجود داعش في غزة يهدد الاستقرار. ويهدد امن المقاومة. وفي عام 2017 قامت حماس بحملة ضد داعش في غزة. لا يمكن للاحتلال الإسرائيلي وهو في أوجه وصم المقاومة وحركات التحرر بالإرهاب حتى لو ساعده الغرب على ذلك فكيف وهو في حالة سقوط وارتباك وصدمة بعد الضربة القاصمة التي تعرض لها وزلزلت أسس قيامه وتفوقه المزعوم.