12 سبتمبر 2025
تسجيلعلى الدول الإسلامية، ومنظمة التعاون الإسلامي، أن يكون لهما موقف حيال العمل الإجرامي الغادر، الذي قامت به عصابة الحوثيين باستهداف مكة المكرمة، بل الموقف يجب أن يسري على كل من يؤيد هذه الفئة الضالة، أو يقدم لها الدعم والمساندة، فالظالم ومن يعينه سواء، فيجب ألا يمر هذا العمل الإجرامي السافر دون وقفة حقيقية من قبل العالم الإسلامي، العمل الإجرامي الذي أقدم عليه الحوثيون باستهدافهم لبيت الله الحرام، مكة المكرمة، بصاروخ بالستي، يكشف بجلاء ما تحمله هذه الطائفة من مشروع تدميري ضد الأمة، فمن استهدف بيت الله الحرام، لن يمنعه أي شيء من سفك دماء المسلمين، وهذا ما أقدموا عليه في السابق، فسجلهم حافل بتفجير المساجد في اليمن، وهدم مراكز تحفيظ القرآن الكريم، وتنفيذ اغتيالات للعديد من علماء الأمة..، هذا غير تصريحاتهم المتتالية التي تتهجم على بلدان المنطقة، لكن أن يصل بهم الأمر إلى استهداف بيت الله الحرام، مكة المكرمة، فهذا يضع مليارا ونصف المليار مسلم أمام مسؤولياتهم لتعرية هذه الطائفة، التي استباحت المقدسات بعد أن استباحت الدماء. هذا العمل الإجرامي يذكرنا بما أقدم عليه أسلافهم من "القرامطة" سنة 317 هجرية، عندما اقتحموا مكة المكرمة في موسم الحج وقتلوا أكثر من 30 ألف حاج، وغرقت الكعبة بالدماء، ولم يتم المسلمون حجهم في ذلك العام، بسبب هذه الجريمة النكراء، وسرقوا الحجر الأسود وغيبوه 22 عاما. وما أقدم عليه الحوثيون اليوم لا يقل بشاعة عن ذلك، لكن الله عز وجل مكّن القوة الجوية في الشقيقة المملكة العربية السعودية من التصدي للصاروخ البالستي قبل وصوله إلى مكة المكرمة بنحو 65 كم. هذا العمل الإجرامي، ليست السعودية المستهدفة به، إنما قبلة المسلمين هي المستهدفة، وهو ما يتطلب اليوم أن يكون هناك موقف حازم وحاسم، فماذا بقي إن سكت العالم الإسلامي بدوله وأنظمته وشعوبه على هذا العدوان؟ هل ننتظر أن يقدم الحوثيون على خطوات أكثر إجراما من ذلك؟ الغطاء اليوم قد رفع عن هذه العصابات المسلحة، والجماعات الخارجة على الأمة، لقد استولى الحوثيون بدعم من المخلوع صالح وأطراف ودول خارجية، على مؤسسة الحكم الشرعية في اليمن بقوة السلاح، وفتكوا بالنظام الشرعي ومن فيه، وطاردوا كل الشرفاء، وأقاموا المقاصل لكل من عارضهم، وحولوا اليمن إلى دولة تقف على حافة الفشل، وفجروا المساجد والمعاهد ودور القرآن الكريم، وهجّروا سكان مناطق كاملة في اليمن بعد أن غدروا بهم..، ولم يكتفوا بذلك، بل إن تهديداتهم انطلقت إلى دول الجوار، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، وتحدث مسؤولون حوثيون ومن يدعمهم بكل وقاحة عن أنهم أي الحوثيين باتوا "أسياد" المنطقة، وهم الحكام الجدد. الحوثيون جزء من مشروع يراد من خلاله الهيمنة على المنطقة، وإلحاقها بمعسكرات طائفية، تهدم المقدسات، وتقتلع المساجد، وتسفك الدماء، وتغدر بالآمنين..، كل ذلك من أجل بناء امبراطورية تهيمن على دول المنطقة. سلاح الحوثي موجه لقتل أهل اليمن، ومتفجراته لهدم المساجد والمعاهد ودور القرآن الكريم، وصواريخه توجه إلى دول الجوار ومقدسات المسلمين، ولم نر طلقة واحدة "يتيمة" توجه إلى "إسرائيل"، وهي التي يضحك بها الحوثيون على المغفلين بشعار "الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل". وإذا بالموت يكون من نصيب العرب والمسلمين، ولم يُقتل جندي "إسرائيلي" واحد على يد من يرفع هذه الشعارات، إلا في "مسرحيات" انكشف غطاؤها في السنوات الأخيرة. من يتسمى بـ "أنصار الله" و"حزب الله" ويرددون شعارات براقة، قتلوا من العرب والمسلمين في حروب "طائفية" مئات الآلاف، وظلت "إسرائيل" آمنة، يلتقون معها في مشروعهم "التوسعي". على الدول الإسلامية، ومنظمة التعاون الإسلامي، ان يكون لهما موقف حيال العمل الإجرامي الغادر، الذي قامت به عصابة الحوثيين باستهداف مكة المكرمة، بل الموقف يجب أن يسري على كل من يؤيد هذه الفئة الضالة، أو يقدم لها الدعم والمساندة، فالظالم ومن يعينه سواء، فيجب ألا يمر هذا العمل الإجرامي السافر دون وقفة حقيقية من قبل العالم الإسلامي، فالاستهداف ليس للشقيقة السعودية، إنما للحرم المكي، قبلة المسلمين، ومسرى نبيهم، وبالتالي هو استهداف للأمة جمعاء، استهداف لمليار ونصف المليار مسلم. حفظ الله أرض الحرمين الشريفين، ورد عنها شر الأشرار، وكيد الفجار..، ما دام الليل والنهار.. وكل ديار العرب والمسلمين.