20 سبتمبر 2025
تسجيلسؤال شغل بال بني آدم كثيراً وطويلاً. فمنذ أن بدأ الإنسان يتأمل حوله وفوقه، ويرسل بصره إلى السماء الدنيا، ويرى حركة الأجرام السماوية المتنوعة، ونشاط الشهب ليلاً على وجه الخصوص، وهو يتساءل إن كان هو الوحيد في هذا التكوين الهائل غير القابل للوصف والمسمى بالكون، أم هناك كائنات أخرى موجودة.اشتغل علماء الجيولوجيا أو علم الأرض طويلاً من أجل تحديد عمر هذا الكوكب المائي أو الأزرق، كوكبنا الحي. فوجدوا أن عمر الأرض أربعة مليارات وستمائة مليون سنة! وبحسبة رياضية محددة، وجد علماء الفيزياء الفلكية أن عمر هذا الكون المؤلف من السماوات والأرض وما بينهما، 13 مليارا وثمانمائة مليون عام! وهو ما زال يتسع إلى ما شاء الله، مصداقاً لقوله -تعالى- "وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأيدٍ وَإنَّا لَمُوسِعُون".وجد العلماء كذلك أن الأرض جسم صغير في المنظومة الشمسية مقارنة بكواكب عظيمة مثل المشتري وزحل. والمنظومة أو المجموعة الشمسية إنما كنقطة في بحر كبير، تقع في أطراف مجرة درب التبانة التي ننتمي إليها، وبعيدة جداً عن مركزها. وقام العلماء بحساب قُطر المجرة فوجدوها تبلغ حوالي 100 ألف سنة ضوئية، والسنة الضوئية تبلغ 9،45 تريليون كيلومتر! ولك أن تحسب قُطر المجرة، بضرب مقدار السنة الضوئية في 100 ألف، والحاصل هو قُطر مجرة واحدة فقط، ضمن 200 مليار مجرة، تختلف في أحجامها وتكوينها في هذا الكون العظيم، ولا عظيم إلا الله سبحانه.لابد أن بين وضمن هذه المساحات الهائلة غير القابلة للوصف والتصور، ما لا يمكن تخيله من كائنات ومخلوقات عاقلة وغيرها. وليس من الحكمة القول بأننا الوحيدون في هذا الكون العظيم. والحديث في هذا الموضوع الشائق يطول ويزداد إثارة، كلما تعمقنا أكثر فأكثر في دراسته وتأمله. فسبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم.