17 سبتمبر 2025

تسجيل

مرض الاسترخاء!!

30 أكتوبر 2014

وإن لبدنك عليك حقاً، أو كما قال صلى الله عليه وسلم.. نعم نفسك أهم ما تملك.. وهذه الحقيقة تدعوك إلى أن تهتم بها وتعالج مشاكلها، إضافة الى أهمية تقدير ذاتك وإراحة نفسك والتخطيط لها من أجل أن تكون أسعد الناس.. لكن هناك مشكلة أو مرض يعترض أحدنا وهو يدير حياته ويرغب أن تكون إدارته على الوجه الأمثل، وهذا المرض هو ما يمكن أن نسميه بمرض الاسترخاء في الحياة !! لا أعني بالطبع ذاك النوع من الاسترخاءات المعروفة التي ينصح بها الأطباء والمعالجون النفسيون، وإنما ذاك الذي يصيب العقول، وبالتالي القلوب فيتأثر السلوك به.. الاسترخاء الذي أعنيه ها هنا يتمثل في أخذ الأمور بنوع من التساهل والاستهتار والبعد عن الجدية في التعامل معها.. وطبيعة الإنسان أنه يميل إلى الكسل، وطالما أنك لا تجد ما يدفعك دفعاً إلى العمل والاجتهاد والإبداع في أية ناحية من نواحي الحياة، أو لا تشعر بإجبارية الظروف لك للقيام بأمر ما، فإنك وبحسب أهواء النفس ، ستركن غالباً إلى زاوية الاسترخاء، وفي هذا التركين تفويت لكثير من الفرص والإنجازات في الحياة.. وفي هذا السياق يمكن أن نُدخل التسويف في حياتنا إلى دائرة الاسترخاء. طالما أنك مسترخ في حياتك لا تقوم إلا بأقل القليل ولا تبذل إلا أقل الجهد، فثق تماماً أن مرضاً حياتياً آخر في الطريق قادم، إنه التسويف أو تأجيل الأمور، وهو أسوأ من الاسترخاء. التسويف يعني أن الظروف أجبرتك للقيام بأمر ما ولكن بعد بحث ونقاش تقرر تأجيله أو تسويفه لحين، فيما الاسترخاء يعني القيام بالعمل إن أجبرتك الظروف ولو بالحد الأدنى من الجهد، وهو في الحقيقة أفضل من مرض التسويف على أقل تقدير، ولكنهما يظلان في دائرة الأمراض الحياتية التي تصيب أي شخص منا يريد أن يدير حياته بشكل صحيح، ويتسببان في تفويت الفرص والإنجازات.. ما العمل إذن ؟ أنصح نفسي أولاً قبل الغير في ها هنا مقام، وهو أن يقوم أحدنا، إن أصابه مرض الاسترخاء أو التسويف أن يعمل العكس فقط.. كيف؟ إن شعرت برغبة في تسويف أمر ما أو تأجيله لأي سبب، قاوم نفسك واضغط عليها لتنجز العمل فوراً أو على أقل تقدير تبدأ الخطوات الأولى منه، ولكن حذار من أن يهبط عليك مرض الاسترخاء حين تجد نفسك وقد بدأت تنجز عملك، فتقرر التوقف بداعي التفكر والتأمل وأخذ قسط من الراحة، فإن جاءتك تلك الخواطر فاعلم أنها مقدمات لمرض الاسترخاء، الذي إن استجبت لمقدماته فإنه يعني الخطر الذي تحدثنا عنه في البداية.. ولهذا ، انتبه واجتهد وابتعد عن هذا الاسترخاء المزيف، لأن الاسترخاء الحقيقي إنما يأتي بعد أن تكون أنجزت عملك على أكمل وجه .. أما غير ذلك ، فهو مضيعة للوقت والجهد .