08 أكتوبر 2025

تسجيل

آبل وبناء الإمبراطوريات

30 أكتوبر 2013

ما يقوم به عالم في مختبر أو مجموعة من العلماء. في وقت قصير نسبه إلى ما يقوم به السياسيون والعسكر في سنوات. في بناء امبراطورياتهم. يعود على ذلك الفريق وأمته بما لا يحصل عليه العسكريون والسياسيون على مدى عقود. إذا ما أخذنا في البال مدى التكلفة المادية والمعنوية وتحمل الإنسانية كلفة تلك المغامرات. فكرة الإمبراطوريات والاستعمار تهدف في جوهرها إلى الربح الاقتصادي والمادي. وتسخير الأمم واقتصاداتها وإمكاناتها للمستعمر. ولكن التكلفة باهظة والنتائج مخيبه. فالحروب من الحرب العالمية الأولى إلى الثانية والتي حصدت حسب بعض الإحصاءات ستة وثلاثين مليون إنسان. والنتائج المدمرة التي تبعت ذلك. وحرب فيتنام وكوريا وحتى حرب العراق كلها تدل على فشل فكرة الحرب كسبيل للاستغلال الاقتصادي. ولكن إذا نظرنا فقط إلى شركه مثل آبل وما قدمته للإنسانية وما جبته من أرباح وسمعه وما قدمت لموظفيها من حياه كريمه واستقرار. لكانت فاتورة الحساب بين بناء الإمبراطوريات وبناء الشركات واضح. ولذلك متى تستوعب الإنسانية أن العمل في الإبداع والابتكار. أهم وأجدى للإنسانية من الحروب وبناء الإمبراطوريات. خاصة محاولة إحياء إمبراطوريات قديمه ليست قابله للإحياء. وإن كانت الإمبراطوريات تقاس بما تقدمه فان ابل مثلا هي إمبراطورية اكبر وأكثر استقرارا. ويقدم لها الولاء موظفوها ومستهلكوها وأسواق العالم. المردود مما تقدمه آبل وسامسونج يفوق ما تقدمه الدول الكبرى للإنسانية. فعلماء هذه الشركتين فقط مكنت الإنسانية من التواصل والعمل ورفعة من كفاءة الشركات والحكومات ودون قطرة دم. ولذلك فما التعجب إلى من الدول والأمم التي لا زالت تصرف البلايين من الدولارات في حروب لا فائدة منها. غير الآلام والفرقة والدمار للإنسان كما نرى في سوريا ومصر وغيرها. لو أن الإنسانية وجهت جهودها للتنافس في حقول التكنولوجيا والبناء بدل الحروب الطائفية والإقليمية لكان لإنسان هذه المنطقة حضور على المسرح العالمي. الإبداع والابتكار أجدى للإنسانية من حروب بناء الامبراطوريات. فما قدمته الإمبراطوريات غير الويلات على العالم من روما الى الإغريق وغيرها. ما تجله الإنسانية هو ما تقدمه الحضارات للإنسانية من علوم وخدمات وتقدم. ما يقدمه جهاز من آبل أو سامسونج يفوق بكثير ما قدمته الكثير من الإمبراطوريات. بل إن بناء الإمبراطوريات على أشلاء الأمم لا يعد تقدم بأي حال من الأحوال. وشكرا لله فإن الأمة العربية والإسلامية لم تقدم إمبراطوريه بل حضارة إسلاميه. وقد جاء الوقت لكي يعود الجميع الى رشده والابتعاد عن فكرة بناء الإمبراطوريات. فلا فائدة بل تراجع وتخلف هو ما ستحصده الأمم التي لا زالت تؤمن ببناء الإمبراطوريات كانت سوفيتيه أو فارسية أو غيرها. لم يعد الوقت ولا التجربة الإنسانية تسمح بمثل هذه المغامرات التي عادتا ما تؤدي إلى كوارث للجميع. وما بريطانيا العظمى والاتحاد السوفيتي إلى أمثلة لما تقود له أطماع استغلال الآخر في برامج ورؤى أنانية تقوم عادة على العنصرية والإيمان بتفوق أمة على أمة أخرى. الاستثمار في التطور الإنساني أجدى للجميع. والتاريخ أعطى دروسه لمن يبحث عن الحقيقة. أما من يريد أن يعيش في قوالب فكرية عتا عليها الدهر فهو الخسران. ومن حوله خسران ومن يجاوره خسران. توجيه الجهود لما ينفع الإنسان ويمكنه من بلوغ مآربه. بشكل يسليه ويخفف الكلفة عنه ويمكنه من القيام بما يريد كإنسان. من التواصل مع أقربائه والاطلاع على الأخبار والتمكن من الترفيه عن نفسه. كلها أمور قدمتها التقنيات المعاصرة للإنسانية. من خلال المنافسة الشريفة والشفافة وتمكن العلماء من تطوير أساليب العمل والمتعة. حتى أصبح كل شيء ممكن بلمسة إصبع. الجهد الفكري والعلمي أجدى للإنسانية. والصرف على تطوير كل ما هو معني بتطور الإنسان وتمكينه من الحياة بكرامة وعزه هو المقصد وليس بناء هياكل وبنى من أجل الافتخار والكبرياء الفارغة. وإثبات تفوق أمة على أمة من خلال شن الحروب وإثبات القوه. هو منطق الماضي السحيق ولم يعد مقبولا. وهذا هو درس التاريخ والواقع ومن يلغي هذا الدرس أو يحاول أن يعيد عقارب الزمن إلى الوراء خاسر خاسر خاسر. كل يوم نسمع عن اختراقات علميه في كل المجالات العلمية. فالعالم مقدم خلال السنوات القادمة على ثوره علميه تكنولوجيه أقرب إلى الخيال من الواقع. وبينما ينشغل البعض. في حروب جانبيه يقوم البعض الآخر بالانشغال في اختراقات علميه تمهد لعالم جديد ومن سيلبى ذلك العالم سيفوز ويجنى ثماره . فلو أخذنا المليارات التي صرفت في الحرب في سوريا من قبل كلا الجانبين وما أحدثته من خراب ودمار سيكلف المليارات. لو صرفت تلك المليارات في البحوث العلمية والتقدم التكنولوجي. ما كانت النتيجة اليوم بدل هذا الدمار والعذاب لكان هناك إبداع وابتكارات تغني العالم وبلدان الشرق. في النهاية كل الأطراف لا بد ان تجلس وتتفق. أي العودة للمربع الأول ولكن بعد دفع فاتورة الدمار والآلام. أعتقد أن سويسرا محقه من القدم بالترفع عن الحروب. ودروس اليوم قائمه لأبناء هذه الأمة فهل يعي خاصة الشباب مدى عبثية الأحقاد والتفرد بالرأي أو السلطة.