17 سبتمبر 2025
تسجيل* قبل سنوات وبعد أن اكتوت غزة بالرصاص المصبوب في أبشع اعتداء على شعب أعزل كتبت في هذه المساحة مقالي بعنوان (نفسي أشوف الأمير) وكانت الأمنية لفلسطينية تعيش على أرض قطر قدر لها أن تزور القطاع وترى وتلمس أيادي الخير التي شملت القطاع برعاية سمو الأمير وحرمه، والتقت بناس غزة المحاصرة التي تحفظ بكل المودة والحب والامتنان ما قدم من قطر وقت محنتها وهي تُضرب براً، وجواً، وبحراً وعالمنا العربي الجميل يتفرج على الموت المجاني والدم سواقي في الشوارع! حفظ أهل غزة الموجوعة لقطر وقفتها وهي تتحدى الحصار وترفدها بعونها وتمنوا أن يلتقوا أمير قطر الذي واساهم وهم غارقون في جحيم النار، وظلت أمنيتهم التي كتبت عنها في خواطرهم معلقة حتى آن أوانها وتمت الزيارة، وتناقلت الأخبار حول العالم مدى الحفاوة، والحب الذي استقبلت به غزة زعيما عربيا أحس يوما بآلامها ودموع أحزانها، بينما العالم لا يحرك ساكنا وهو يشاهد مشاهد حرق غزة وكأنه يتسلى بمشاهدة (أفلام حرب النجوم). الحقيقة كلنا ابتهجنا لهذه الزيارة وليس الغزاويين فقط، ربما لأنها صورة مشرفة مصممة على كسر الحصار، ثم هي رسالة تقول بوضوح غزة ليست وحيدة ليستفرد بها الهمج المجرمون، ولعل من تابع الفضائية الفلسطينية خلال زيارة سمو الشيخ حمد وسمو الشيخة موزا لمس حجم الحب والتقدير اللذين تكنهما (غزة العزة) لسمو الضيفين العزيزين، ولن تنسى غزة زيارة أول زعيم عربي تحدى الحصار وعزز صمودها، ورمم كسورها، وربت على أوجاعها، وساهم في إعمارها، وسيظل الفلسطينيون يعيشون امتنانا قلبيا ربما يعجزون عن التعبير عنه لحمد الخير، وستظل أمهات غزة يدعون طويلا لأم جاسم التي غمرتهم بالحب والرعاية، (شكراً) قليلة ضئيلة، بل لا يوجد في قواميس اللغة ما يصلح لشكر نبضات النبل الإنسانية، ربما لأنها فوق الشكر، حفظ الله قطر وأميرها، وجعلها دوما يد خير تواسي الموجوعين وتعطف على آلام المحزونين، وتؤكد على لحمة الاخوة التي يظن البعض أنها ذابت، إن رسالة الحب بين غزة وقطر ستظل دوما نابضة في القلوب. * عندما يخرج الناس بأطفالهم في العيد، المفروض أنهم يحاولون إسعادهم في جو أسري حميم، لكن قد ينقلب إحساس الفرح والبهجة إلى إحساس بالهلع والخوف والفزع عندما يضيع طفل في الزحام، هذا عن طفل، فماذا إذا ضاع تسعة أطفال بيوم واحد في (دريم بارك) تقول صديقتي ضاع ابني مني في الزحام الذي عمره ثلاث سنوات، حاولت الوصول إليه فلم استطع، الزحام على الألعاب كان شديداً لتوافر كوبونات الخصم، صرت أركض في كل اتجاه دون جدوى، مر نصف ساعة، ثلاثة أرباع الساعة والخوف يقتلني وقد أيقنت أنني لن أعثر عليه أبداً، هرعت إلى مشرفات الأمن على البوابة فقلن لي إن بلاغك هو التاسع لهذا اليوم، ركضن معي في كل مكان، في كل اتجاه، ولم نعثر عليه، وكنت في طريقي أجد نفس الهلع لمن ضاع أطفالهم، عندما مضت ساعة لم أجد بداً من الاتصال بـ999 طالبة نجدتهم، وصلوا بسرعة، بدأنا واخوته البحث من جديد وجدنا حذاءه ملقى في اتجاهين، تتبعنا الاتجاه فوجدناه قد توغل إلى أطراف الحديقة، ارتميت أرضا من الإعياء وأنا أدعو أن تجد باقي الأمهات أطفالهن لينتهي نزف الخوف والألم، هذه حكاية واحدة لأم كانت بالصدفة صديقتي وهنا أسأل إدارة دريم بارك هل ضروري من وجود الشرطة للوصول إلى الأطفال المفقودين، وهل ضروري أن تصاب الأمهات بكل هذا الفزع عند ضياع أطفالهن الذين يسلمهم الزوار إلى مسؤولي الأمن دون أن يبلغوا بأي وسيلة أن أبناءهم في أمان؟ أقترح ضرورة توافر ميكروفونات في جميع أركان الحديقة للنداء للإعلان عن فقد طفل بمواصفاته وألوان ملابسه، كذلك ضرورة توافر العدد الكافي من حراس الأمن للبحث عن المفقودين، وضرورة التشديد على مخارج ومداخل الحديقة المختلفة، والتأكيد على حراس البوابة بعدم السماح لأي طفل في عمر الثانية أو الثالثة أو أكثر بقليل بالخروج من البوابة منفردا وقد أحسوا أنه ضائع من ذويه، وكذا ضرورة التنبيه في فترات متقاربة من خلال إذاعة داخلية على الآباء للانتباه لمن بصحبتهم من أطفال في هذا العمر، وعدم تركهم منفردين لأي سبب كان، ولا أبالغ لو طالبت زيادة على ما سبق بضرورة توافر كاميرات للتصوير في جميع أنحاء المتنزه أسوة بما نراه في الخارج وذلك لتسهيل عملية البحث عن المفقودين، وحتى لا ينقلب يوم العيد البهيج إلى يوم خوف وفزع ولا يقدر ذلك إلا من ضاع منه طفل، ولا أنسى أن أقول إن المسؤولية الأولى في الحفاظ على الأطفال من الضياع بقلب الزحام هي مسؤولية الأهل في المقام الأول، راجية للجميع عيداً سعيداً آمناً، وكل عام وكل أسرنا بخير. رسائل إلى من يهمه الأمر * إلى سعادة وزير الأوقاف بعد التحية نتوجه لك شاكين متظلمين من أسعار الحج الجديدة براً وجواً، ونسأل: هل سيصبح (القرض) من البنوك في الأعوام القادمة هو السبيل الوحيد لتأدية فريضة الحج نظراً للأرقام الفلكية التي حددها المقاولون؟ وإذا كان القادرون يشكون من تكاليف الحج المرتفعة بل المجحفة فكيف بالغلابة الذين يضعون الريال على الريال؟ ثم لسعادة وزير الأوقاف أن يتصور الحجاج الحالمين بالحج والذين لم تعد وسيلتهم لتحقيق الأمنية إلا بقرض ربوي، الأمر يحتاج إلى تدخل سعادة الوزير شخصيا، فما دفعه الحجاج هذا العام فوق التصور أو التخيل وليرحم المقاولون الحجاج ليرحمهم ربهم. * قال لي سمعت أحدهم يقول الزميلة دون أن يفطن لوجودي (أنا لو ما ربحت مائة ألف في الطلعة، يقصد الحجة ما أطلع، ده كان من فترة فكم تراه يربح الآن؟ والغريب أن الجميع يملأ الصحف بدعواه إنه إنما يخرج بالحجيج ابتغاء الجزاء والأجر! أي جزاء وأي أجر، عايزين تجمعوا فلوس الناس في الدنيا وكمان في الآخرة، اتقوا الله في الناس. * مكيفات مع كل الشعائر، وفي كل مكان، غرف نوم فاخرة فيما يسمونه (الحج الفاخر) لا تعب ولا مشقة ولا جهد ولا تحمل، رفاهية فوقها رفاهية! بالله عليكم هل هذا حج؟ * إلى السادة المسؤولين في (وقود) غياب الأنابيب وعدم توافرها في مراكز البيع أزعج أسراً كثيرة فمن غير المعقول أن تأخذ وقود إجازة في العيد يعني (بلاش الناس تطبخ) وكان المفروض أن تتوافر كميات إضافية لدى كل مراكز التوزيع بدل اختفائها، لقد أربك اختفاء الأنابيب بيوتا كثيرة لعدم توافر الغاز لأن عربة التوزيع لم تصل، مطلوب ممن يشتغل بخدمة الجمهور أن يكون دوما في مكانه ليوفر خدمة مدفوعة الأجر، الإذاعة تعمل، وكيوتل تعمل، والمستشفيات تعمل، ومراكز التسوق تعمل وكل ما يخص خدمة الجمهور يعمل، فلماذا تغيب وقود عن عملها المنوط بها ولماذا لا يكون هناك حساب لمن أهمل خدمة حيوية كالوقود في يوم كيوم العيد، وعكر على الناس بهجتهم. طبقات فوق الهمس * عناق القلوب في العيد أجمل ما في العيد.