20 سبتمبر 2025
تسجيلمنذ بدء دراستي في جامعة الرياض "سابقاً"، جامعة الملك سعود "حالياً"، عام 1976م، بقسم الإعلام – شعبة الصحافة، كان حلمي إجراء حوار مع أهم القيادات بالمملكة العربية السعودية وتحقق هذا الحلم بعد سنتين عندما التحقت بجريدة الرياض عندما التقيت بسمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض بمشاركة مع رئيس التحرير الأستاذ تركي عبدالله السديري والزملاء الحجيلان وأبا حسين في ندوة الثلاثاء التي تقيمها الجريدة كل أسبوع، وكنت أتمنى حضور هذه الندوة ولقاء سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله وسمو الأمير نايف بن عبدالعزيز لكن هذا الحلم لم يتحقق، حيث تشرفت بالمجيء إلى قطر بعد تخرجي وبعد أن تم تعييني معيداً بجامعة الملك سعود ومذيعاً بإذاعة الرياض.. وعملت في دولة قطر واستقر بي المقام في هذه الدولة العزيزة عندما عملت مذيعاً بإذاعة قطر وما أزال حتى اليوم ومراسلاً لهيئة الإذاعة البريطانية الـ "B.B.C" وكاتباً صحفياً في جريدة الراية في البداية والآن يسعدني أن أكون كاتباً في جريدة الشرق. هذه المسؤوليات الإعلامية جعلت من إكمال حلمي في لقاء القادة العرب ممكناً وبالذات تحقيق الحلم بلقاء سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله وسمو الأمير نايف بن عبدالعزيز وجاءت اللحظة المناسبة عندما قام سمو الأمير سلطان بزيارة لدولة قطر وحملت مسجلي وذهبت إلى فندق شيراتون الدوحة، حيث إقامة سموه رحمه الله وهناك شاهدت سموه بابتسامته المعهودة وبسعة صدره وترحيبه وتشرفت بالسلام على سموه وعندما حاولت إجراء الحوار طلب مني أحد المرافقين التوقف علماً أن سموه كان مرحباً على ما أعتقد وهذا ما لمسته من خلال نظرته وابتسامته الطيبة والتي تنم عن طيبة قلبه الكبير.. وطلب مني ذلك المرافق إعداد الأسئلة وكتابتها ومن ثم سوف يتصل بي لإجراء الحوار مع سموه ذهبت وكتبت أسئلة الحوار وأعطيتها لذلك المرافق وقال لي سوف يتصل بي.. حاولت مراراً الاتصال به لكنه لم يرد، وأخيراً وقبل سفر سموه رحمه الله بوقت قصير رد عليَّ وقال إن سمو الأمير سيغادر وأنه أعجب بالأسئلة وكان يرغب بالحوار والإجابة عن الأسئلة خاصة السؤال الخاص بالرسالة "القمحية" وأخبرني بأن سموه ضحك وابتسم لذكاء هذا السؤال وكان مضمون السؤال عن هدف الرسالة القمحية التي أرسلتها المملكة العربية السعودية إلى روسيا، حيث إن المملكة في تلك الفترة صدَّرت لروسيا كمية من القمح السعودي.. لكن فرصة الحوار مع سموه ذهبت ولم يتحقق الحلم بجواره رحمه الله. ولعل حلمي من الحوار مع سموه كان يتجسد بما أسمع عنه من مناقب ومن ذكاء ومن فكر واسع وعلم غزير وتفان في خدمة الوطن والمواطن وكنت أحلم بأن أتزود من سموه بهذه القضايا وأكتب عنها من خلال معرفة سموه رحمه الله لأن من يسمع ليس كمن يرى، فالحوار مع القادة يزود الإعلامي بحصيلة حقيقية عن هذا القائد أو المسؤول ويستطيع الإعلامي نقل الحقيقة للقارئ الكريم خاصة إذا كان الحوار مباشراً. الآن وبما أن حلمي لم يتحقق بالحوار مع سموه رحمه الله، فأستطيع أن أكتب ما سمعته عن سيرته العطرة ومسيرته الحافلة بالإنسانية وتجسد ذلك من خلال ما سمعته عندما ذهبت لأداء واجب العزاء في سفارة المملكة العربية السعودية بالدوحة عندما التقيت سعادة السفير أحمد بن علي القحطاني الذي أعتز وأفتخر بمعرفته وأقدر له سعة الاطلاع والمعرفة والحوار مع المعزين الذين أجمعوا جميعاً على أن سمو الأمير سلطان رحمه الله كان أمير الإنسانية وعدَّد الكثير منهم مناقبه الطيبة وسيرته العطرة وحرصه رحمه الله على خدمة المواطن والوطن ولعل أبرز ما سمعته من الحاضرين تلك الصفات الحميدة والبلاغة في الخطابة وطيبة القلب ومتابعة أمور المواطنين والعمل على إيجاد الحلول لها ويتعدى دوره الوطني رحمه الله إلى الدور الإقليمي والعربي والإسلامي. لقد أشاد الجميع بسيرة ومسيرة سلطان الخير رحمه الله.. وهذه الشهادات التي جاءت من أشقاء عرب تؤكد مدى محبة الشعب العربي للفقيد رحمه الله. رحم الله سلطان الخير.. وأمير الإنسانية وأسكنه فسيح جناته.. "إنا لله وإنا إليه راجعون".