17 سبتمبر 2025
تسجيلكم في الصمت من راحة بال وهدوء!. وكم في الصمت من معانٍ يحرر الإنسان من كثرة الكلام ومن القيل والقال! وكم في الصمت من مراجعة الإنسان لنفسه!. وكم في الصمت من أناقة وجمال لو أدرك الواحد منا هذا المعنى، فهو يحمي نفسه وينأى عن أذى غيره!. ونحن في معركة الحياة وكثرة ضجيجها من كل حدب وصوب والمنغصات التي تتوالى في حركتنا، نحتاج إلى قيمة الصمت وتعلّمها والسير في رحابها!. فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال (بكثرة الصمت تكون الهيبة). وقال رجل لسلمان رضي الله عنه: أوصني، قال: لا تتكلم، قال: وكيف يصبر رجل على أن لا يتكلم؟ قال: فإن كنت لا تصبر عن الكلام، فلا تتكلم إلا بخير أو اصمت). فهل نستطيع؟. ونحن هنا على موعد مع معنى آخر من الصمت، وهو الصمت الانتخابي، وهي فترة زمنية يحددها القانون تسبق يوم الانتخابات- أي يوم قبل الاقتراع أو التصويت - ويمنع على جميع المرشحين ممارسة أي دعاية انتخابية بأي وسيلة كانت وبكافة صورها، وهو يوم جميل وهادئ بعد أيام من الحركة المتواصلة من المرشحين مع الناخبين، فهذا اليوم يعطي الناخب في حسم أمره وقوة رأيه، وهو الذي يقدر الموقف بالاختيار الصحيح، ولا يسمح لأحد بأن يُملي عليه لمن يُعطي صوته، فموعده مع صندوق التصويت وبطاقة اختيار المرشح. إنها لحظات الصمت لساعات، فبعد هذا الصمت تأتي النتائج تسبق - أي عاصفة - وينكشف كل شيء، فيفرح من حصل وجمع أكثر الأصوات، وتكون له التهنئة من قبل إخوانه المرشحين الذين لم ينالوا أصواتا، ويبارك له الناخبون من أبناء دائرته، ثم يحرص بعد ذلك أن يكون مع أبناء دائرته خلال السنوات الأربع من عمر هذا المجلس المنتخب الثلاثين عضواً، وهنا - أي الفائز بمقعد في مجلس الشورى - يكون على موعد جديد مع وعوده التي صرّح بها ونادى بها ناخبيه من أبناء دائرته أثناء حملته الانتخابية. فكن على هذا الموعد، فهم ينتظرونك أيها العضو وأنت تمثلهم في مجلس الشورى الموقر وإلا لن تسلم من القيل والقال. "ومضة" رَبِّ اجعل بلدنا (قطر) بلد أمن وإيمان وأمان، وسلامة وإسلام واطمئنان، وواحة رخاء وخير وتقدم ونهضة وبناء وجميع بلاد المسلمين. [email protected]