07 أكتوبر 2025

تسجيل

القائد الذي اجتمع العرب على حبه

30 سبتمبر 2020

لعلها من الحالات النادرة ان يجتمع العرب على أمر جلل، مثلما اجتمعوا على رثاء أمير الإنسانية الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الذي فجع رحيله الدول العربية، غير أن المصاب له وقعه الخاص في نفوس أهل الخليج، الذين كانوا يجدون في سموه ضمانة وحصانة، تحمي بنيان مجلس التعاون الخليجي الذي تعرض لضربة قاصمة بفعل حصار دولة قطر. فراغ كبير يتركه رحيل الشيخ صباح الأحمد، نظرا للأدوار الكبيرة والمتعددة والمتنوعة التي كان يقوم بها على مستوى العالم والأمتين العربية والإسلامية، فهو رجل المبادرات وصانع التسويات ومبتكر الحلول للخروج من الازمات التي كانت تعصف بالدول العربية والخليجية. ربما يصعب علينا اختزال الراحل بكلمة أو بوصف منصف، فقد استحق بجدارة عشرات التسميات والاوصاف فهو أمير الإنسانية، حيث اختارته الأمم المتحدة قائدا للعمل الإنساني، وهو حكيم العرب، نظرا لدوره في المشهد في حل كثير من الازمات العربية. ولذلك يحلو لبعض العواصم ان تطلق عليه لقب صانع التسويات، بينما كان يطلق عليه شيخ الدبلوماسية العربية، نظرا لشغله منصب وزير الخارجية لأربعة عقود. وفي دول الخليج هو صمام الأمان الذي يحمي مجلس التعاون الخليجي من التفكك والانهيار، وهو أيضا صديق قطر ونصير فلسطين وهو الأب لجميع الكويتيين. لقد استطاع هذا القائد الحكيم الشجاع ان يجعل من الكويت مصنعا للقرارات العربية والمواقف الدولية، وعلى الرغم من التحديات الكبيرة والأزمات المتلاحقة التي تشهدها الدول العربية نجح في اقتراح الحلول وابتكار التسويات. تحفل سيرته الذاتية بالكثير من الخبرات والإنجازات، حيث تولى أول مسؤولية عام 1954 وهو في الخامسة والعشرين من عمره، ثم تولى منصب أول وزير للإعلام بالكويت، ثم شغل منصب وزير الخارجية على مدار 40 عاماً، ثم اصبح رئيس وزراء الكويت عام 2003، وتوج مسيرته الحافله باختياره أميرا للكويت عام 2006، حيث بذل جهودا مشهودة في خدمة وطنه وأمته والإنسانية بشكل عام، فحققت الكويت في عهده قفزات تنموية واقتصادية في مختلف المجالات، وأسهمت وساطاته في حل العديد من أزمات المنطقة. كل الذين عرفوا الشيخ صباح يتحدثون عن مواقفه التي لا تنسى، ومآثره الإنسانية التي استحقت تقدير العالم بأسره. كان الراحل لا يدخر جهداً لنجدة كل من يطلب نجدته في الدول العربية والإسلامية والعالم، مقدما بذلك أروع الأمثلة في البذل والعطاء، والتي أكسبت دولة الكويت السمعة الطيبة والمكانة المرموقة. ويتفق المراقبون على ان الشيخ صباح الأحمد الصباح هو القائد العربي الأكثر تأثيرا في العالم، وصاحب المكانة المرموقة والرؤية السياسية العميقة، والحنكة التي جعلته صانع التسويات والمصالحات، كما كان الراحل هو الأكثر حضوراً في المناسبات الوطنية والخليجية والعربية والعالمية، وقد استحق بجدارة لقب صاحب المبادرات الأول، لا يفوّت فرصة للالتقاء بإخوانه القادة العرب للتشاور في سبل حل القضايا العربية، حيث يعد طرازاً فريداً من قادة العالم المتميزين الذين خلدوا أسماءهم باقتدار من خلال جهوده السياسية التي ساهمت في تحقيق السلام والاستقرار في العالم، وأعماله الإنسانية التي أفادت بالخير كثيراً من الدول والشعوب المنكوبة. ومن المؤكد أن التاريخ سيكتب عن مواقف أمير الكويت تجاه القضية الفلسطينية، والتي رفض لأجلها الكثير من المغريات، وتحمل أصعب الضغوط السياسية في مواجهة قطار الاتفاقيات مع إسرائيل، الذي مضى فيه عدد من الدول العربية. كما ان التاريخ سيكتب كيف تحولت الكويت في عهده إلى قبلة للقرارات العربية المهمة والمواقف الدولية الحاسمة في الفترة الحالية، بفضل مبادراته التاريخية واحتضان أرض الكويت من قمم ومؤتمرات عالمية، ساهمت بشكل فعّال في نجاحها، وعكست الصورة الناصعة والمشرفة للكويت عربياً ودولياً. نائب رئيس الجمعية الدولية للعلاقات العامة – فرع الخليج