27 أكتوبر 2025

تسجيل

صنعة جابر

30 سبتمبر 2019

هكذا قال عنه العرب الأقدمون، فقد سموا الكيمياء عامة "صنعة جابر"، وما أجمله من لقب، وأطلق عليه العديد من الألقاب فهو "الأستاذ الكبير" و"شيخ الكيميائيين المسلمين" و"أبو الكيمياء"، فهو عَلم من أعلام الإتقان والعطاء والنهضة الحضارية الإسلامية. قال عنه الفيلسوف الإنكليزي باكون "إن جابر بن حيان هو أول من علّم علم الكيمياء للعالم، فهو أبو الكيمياء". فهو أبو عبد الله جابر بن حيان بن عبد الله الأزدي رحمه الله، وكان معروفاً في العالم اللاتيني خلال القرون الوسطى باسم (geber)، وله العديد من الإسهامات في مجال الكيمياء، وترك هذا العالم المسلم الكثير من المؤلفات، منها ما هو في مجال الكيمياء. فقد عاش في العراق بالكوفة وبغداد-عاصمة هارون الرشيد رحمه الله. فهو من حملة الخير للإنسانية رحمه الله، فهؤلاء لم يعرفوا يوماً من الأيام الأنانية في علمهم، ولم يتوافدوا على منصات الشهرة. ومارس الطب في بداية حياته تحت رعاية الوزير جعفر البرمكي أيام الخليفة العباسي هارون الرشيد رحمه الله، وبعد نكبة البرامكة سُجن في الكوفة، وظل في السجن حتى وفاته رحمه الله. وهنا نأتي على قيمة لابد منها وننوه بها ونعطيها الكثير من الاهتمام والنشر والتعزيز والارتقاء بها بكل وسيلة ممكنة، وبأسلوب جديد مشوّق، فهناك مدارس في بلدنا قطر-يحفظها الله- تحمل أسماء الكثير من الصحابة والصحابيات رضوان الله عليهم، ومن التابعين ومن العلماء والقادة التاريخيين رحمهم الله في هذه الأمة، وهذا أمر يستحق الشكر عليه، وكذلك هناك أقسام ومعامل في المدارس بأسماء هؤلاء الأعلام، ولكن-ولا نعمم- هل فعلاً يتم تعريف طلابنا بسير هؤلاء الأعلام الكبار من قبل إدارات المدارس ومن المعلمين الكرام، وحفظ أسمائهم، وبالأعمال الرائدة التي خدموا بها الدين والأمة والإنسانية، أم إنها مجرد أسماء تطلق على المدارس وغيرها وكفى؟!. ويخرج الطالب والطالبة من المدرسة ولا يكاد يعرف عن هذا العَلَم الذي يحمل اسم مدرسته؟ وقد يكون هذا الطالب وتلك الطالبة قد أنهيا مرحلة دراسية كاملة سواء ابتدائية أو إعدادية أو ثانوية! من المسؤول؟. إن على معلمينا الكرام مسؤولية تعريف طلابنا في كل حصة دراسية ومادة وفي جميع المراحل الدراسية، ولمدة دقيقة معلومة عن هذا العَلَم، يزرع فيهم القيم والأخلاق الحسنة وصناعة الخير، وكل معالي الأمور في المجتمع وللأمة والإنسانية، خذوا الأمر بجدية، فأنتم حملة رسالة يا معلمينا الكرام!. ◄ ومضة كان جابر بن حيان رحمه الله يوصي، فيقول "وأول واجب أن تعمل وتجري التجارب، لأن من لا يعمل ويجري التجارب لا يصل إلى أدنى مراتب الإتقان. فعليك يا بُني بالتجربة لتصل إلى المعرفة". علماء كبار يوصون قادة المستقبل!. [email protected]